المدير العام المدير العام
عدد الرسائل : 1715 العمر : 34 العمل/الترفيه : العلم والمعرفة السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 27/07/2008
بطاقة الشخصية الربابعة: 50
| موضوع: مرحلة مساءلة الموظف العام قبل أن يتولى الوظيفة العامة الإثنين ديسمبر 08, 2008 12:31 pm | |
| مرحلة مساءلة الموظف العام قبل أن يتولى الوظيفة العامة يمكن تقسيم هذه المرحلة إلى عدة مستويات: المستوى الأول:المساءلة الذاتيةيتعرض المسلم لمجموعة من الآيات والأحاديث والعبادات والتعاليم التي تنمي وتحث على المساءلة الذاتية(مساءلة الضمير للإنسان). حتى يصل إلى درجة يعبد الله كأنه يراه وكذلك يسأل قبل كل عمل يعمله أين الله؟ وبهذا المبدأ تستقيم حياة المسلم ويعمل العمل المطلوب منه بشكل طبيعي دون مساءلة من البشر وإنما يعمل بمساءلة ذاتية يستشعر فيها عظمة الله ومراقبته إياه حيث قال عليه السلام ( ما من وال يلي رعية من المسلمين فيمت وهو غاش لهم الا حرم الله عليهم الجنة )(رواه البخاري) يسير على مبدأ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.والإسلام يرضع النفوس ويفطمها على لبان التقوى والإيمان ويغذيها ويقويها بالعلم والخبرة والإتقان وبذلك يقيم منها الرقيب والحسيب عليها ونعم الرقيب والحسيب الذي لايمكن منه فرار. إن المؤمن بالله و اليوم الأخر يعلم أن من يمكنه الإفلات في الدنيا من الناس لن يمكنه الإفلات من الأخرة وعند الله، قال تعالى:- ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يراه )(سورة الزلزلة) وقال تعالى :-( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور)(19غافر) فهذة الرقابة ذات أساس رباني وغاية ربانيه فهي أجدى وابقى من أي نوع من أنوع الرقابة الأخرى. وهذا الذي دعا ذلك الأعرابي الذي سأله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما كان يتفقد أحوال المسلمين ليتأكد من وجود هذا المبدأ، قال له: أعطني شاة من هذه الشياه، قال له: كيف أعطيك وهي ليست ملك لي! فقال له: قل لصاحبها أكلها الذئب، فقال الأعرابي: أستطيع أن أعطيك شاة ولكن أين الله.وهذا الأمر دعا الفتاة التي قالت لها أمها اخلطي اللبن بالماء فإن أمير المؤمنين لا يرانا، أن تقول: إذا كان أمير المؤمنين لا يرانا فإن ربه يرانا، فهذه الفتاة كانت تسير على مبدأ أين الله.وهذا الذي جعل خالد بن الوليد يقول يوم أن عزله عمر بن الخطاب عن قبادة الجيش: أنا لا أقاتل من أجل عمر وإنما أقاتل من أجل رب عمر فكان يسأل عن رضا الله بغض النظر عن موقعه في الجيش. وفي الحديث الشريف عندما كان جبريل يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإحسان، قال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك(سنن ابن ماجه).المستوى الثاني: استعمال الأصلح(معايير الفرز والاختيار)من بين هذا المجتمع المسلم الذي تم تربيته من خلال المستوى الأول حتى أصبح كل فرد فيه يراقب الله سبحانه وتعالى في عمله يأتي هذا المستوى لعمل مرتبة أخرى وهي معايير الفرز والاختيار لمن يتولى الوظيفة العامة وقال تعالى" إن خير من استأجرت القوي الأمين" (القصص, 26). وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه في الإمارة أنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها.(رواه مسلم)وقال عليه السلام إذا ضيعت الأمانة انتظروا الساعة، قيل يارسول الله وما إضاعتها، قال: إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة وهذه دعوة لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب والقدرات المطلوبة في الشخص المراد اختياره تتفاوت حسب الأعمال ولذلك شدد الإسلام على اختيار الأصلح وعد عدم اختيار الأصلح خيانة لله ورسوله، قال عليه السلام : " من ولى من أمر المسلمين شيا فولا رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله " (رواه مسلم) وقال أيضا ( ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحفظها بنصيحة الله لم يجد ريح الجنة ) ( رواه البخاري) وقد يكون من طرق الاختيار أيضاً المقابلة الشخصية لمعرفة المقدرة على القيام بالعمل المطلوب كما فعل عليه السلام عندما أرسل معاذ بن جبل قاضياً إلى اليمن سأله بما تقضي؟ قال: بكتاب الله، فقال: فإن لم | |
|