المدير العام المدير العام
عدد الرسائل : 1715 العمر : 34 العمل/الترفيه : العلم والمعرفة السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 27/07/2008
بطاقة الشخصية الربابعة: 50
| |
المدير العام المدير العام
عدد الرسائل : 1715 العمر : 34 العمل/الترفيه : العلم والمعرفة السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 27/07/2008
بطاقة الشخصية الربابعة: 50
| موضوع: رد: رسالة في آخر العام الخميس سبتمبر 25, 2008 3:32 am | |
| دأبك : (إنه لا ييأس من رَوح الله إلا القوم الكافرون)11 ؛ دأبك : (فاستقم كما أمرت )12 ؛ دأبك : (فاتقوا الله ما استطعتم )13؛ دأبك متابعة نبيك e : (أحب العمل إلى الله أدومه و إن قل)14.
أين جهادك يا مسلم : أمانة في متجرك .. تفوقاً في مصنعك .. صدقاً في معملك .. استقامة في مكتبك .. مالي أراك قعدت حزيناً ، ما لي أراك تضيع وقتاً لن يعود ، مالي أراك أحبطت بما حولك ، فغرقت في أحلام يقظة فما عدت أنتجت و لا عملت و لا ملأت الحياة حيوية و نوراً و بهاءً و جمالاً .. أغرتك أيام ضعف تمر بالمسلمين فأوهنت من عزيمتك .. وانفردت بنفسك باكياً .. استبشر يا ابن الإسلام .. (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله و تلك الأيام نداولها بين الناس و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء و الله لا يحب الظالمين)15.
حضـارة الطين تستوفي نهايتهـا في الشرق و الغرب من قانونها الوبق
السمت منقلب والأمر مضطرب والجسم في نصب و العقـل في برَقِ
فماذا أعددت يا ابن الإسلام .. وهل أعطيت كلَّ ذي حقٍِ حقه كما أمر نبيك صلى الله عليه و سلم .. جهادك الآن في علمك و درسك ، وغداً في إشادة حضارة و بعث أمة فما فعلت؟ لعلك لا تلهو .. لعلك لا تعلم أن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع لعلك لا تدري أنك على ثغرة من ثغور المسلمين فلا نؤتين من قبلك .. لعلك لا تدري أن الأوهام و الأحلام لا تأتي بشيء و إنما تبنى الأمور بالهمة العظيمة و الدأب الشديد و الإصرار العنيد و السهر الطويل على كتب العلم ترفع بذلك فرض الكفاية عن ظهور المسلمين ، و تفتح بدراستك طريقاً في سبيل الله .. لماذا ضاقت السُبُلُ بين يديك يا ابن الإسلام .. لماذا لم تعد تعلم أن كلَّ عمل صالح لك إنما هو عبادة و كل جهد صالح هو جهاد و كل درب تسلكها فإنما آخرها جنة الله و رضوانه ؛ ما لك زهدت في العمل و نبيك صلى الله عليه و سلم يقول في الحديث الصحيح: ( إن قامت الساعة و بيد أحدكم فسيلة [نبتة صغيرة] فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل)16 . فكر يا ابن الإسلام بهذا الحديث جيداً و بما قلناه لك يوماً : نبيك يحضك على غرس شجرة و لو قامت القيامة ؛ لو طبقت الأمة المسلمة حديث نبيك لما كانت فيها صحراء أبداً و لا أصابها قحط أبداً .. لو بدل كل كلام لغو غرست شجرة .. لو في كل لحظة وقتٍ هارب زرعت فسيلة لعادت جزيرة العرب مروجاً و أنهاراً .. بل لغطيت كل الأرض سندساً و أشجاراً ، و أنت تعلم يا ابن الإسلام أن الغابات و الأشجار تجلب بإذن الله الغيث و الأمطار .. و عندما نزرع بدل كل لحظة غفلة شجرة فإن طقس العالم كله سيتغير .. و إذا أصبحت الأمة المسلمة كذلك فليس المناخ الجوي هو الذي سيتغير فقط وإنما المناخ الاقتصادي و السياسي و الحضاري للعالم كله ، و هذا إنما يحتاج إلى أولي الألباب الذين وصفهم ربنا عز و جل بقوله (الذين يذكرون الله قياماً و قعوداً و على جنوبهم و يتفكرون في خلق السماوات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)17؛ فتفكر من أي قوم أنت؟
أخت الإسلام الغالية ، أخا الإسلام الحبيب ، لا تصدنك خشونة كلامنا عن الانتفاع به ، فقد أحبك و نصحك من خَوَفَك حتى بلغ بك الأمان ، و قد خانك من دلس عليك الأمور .. إعزمها عَزْمة صدق كسالف أيامك في الخير ، باب الإنابة يبدأ بـ ( أستغفر الله ) و مفتاحه (رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي)18.
إذا بارز الناس الله بالمعاصي فاهجرهم و لا تلتفت إلى ما يقولون ، إذا سَلِمَ قلبك مع الله فلا يُهِمَّنَّك شيء ، إن أحبك الله جعل في قلبك من حلاوة مناجاته و الأنس به ما لا تطيق معه صحبة أهل الغفلة و الفسوق و العصيان ، و إن هُنْتَ عليه رماك لغيره ، فإنه لا يقبل معه شريكاً .
ويا أخت الإسلام و يا أخا الإسلام : لا تغرنك بهارجُ ما ستأتي به الأيام ، لا تغرنك رعونات حمقاء و لا تخدعنك عادات خرقاء ، و إن سحرتك الأضواء و دارت برأسك الخيالات و الأوهام ، إن سلبت خيالك أجساد النساء ، إن خلبت لبك حياة بلهاء و سرور زائف و راءَ ه ركام مخيف من البلاء ، إن أَسَرَتك ظواهر الترف و النعيم و الدعة و البطر و الرخاء ؛ إن فترت همتك و خارت عزيمتك و قلَّ معينك في وقت الهراء ؛ إن مالت نفسك إلى المعاصي و الغفلة و أسباب الشقاء ؛ إن حادت نفسك عن دروب الأنبياء ، فقف لحظة و سل الله أن يرد عليك قلباً مغسولاً بأنهار الضياء واذكر دروب الطاعات التي مشيتها و المحاريب و حصير السجود و مآذناً شمخت نحو السماء ، و إخوة أطهاراً فيهم ربيت ينتظرون أيام اللقاء ، واذكر ساعة خلوة مع مصحف و آية ودموع قيام الليالي الباردات الطوال أيام الشتاء ، و اذكر يا ابن الإسلام و لا تنس أبداً مكر يهود و كيد فاجر و خُطَّة حاقد و شلال الدماء ، واذكر أمةً ترتجي جند الرسول لنهضة و حضارة و سعادة فيها الهناء ، واصبر يا ابن الإسلام و لا تيأس أبداً و عليك بالصبر و الصلاة و صحبة أهل الخير و التفقه في دين الله و طرق أبواب الدعاء ، و الخير آت .. الخير آت بإذن الله إن صدق الرجاء.
من عمل صالحاً فلنفسه ، رينا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة ؛ اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا و أصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا و أصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا و اجعل الحياة زيادة لنا من كل خير و اجعل الموت راحة من كل شر ؛ تب علينا يا رحمن ، سبحانك لا إله إلا أنت إنَّا كنا من الظالمين.
- ألقيت هذه الخطبة بتاريخ الجمعة 28جمادى الآخر 1415هـ الموافق 30 كانون الأول 1994م.
| |
|
المدير العام المدير العام
عدد الرسائل : 1715 العمر : 34 العمل/الترفيه : العلم والمعرفة السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 27/07/2008
بطاقة الشخصية الربابعة: 50
| موضوع: رد: رسالة في آخر العام الخميس سبتمبر 25, 2008 3:33 am | |
| الإحالات :
1- الفرقان 62.
2- البخاري ، الرقاق 6412.
3- آل عمران 114.
4- التوبة 54.
5- الذاريات 15-18.
6- الطور 45- 46.
7- ق 41-43.
8- يس 49-54.
9- الإسراء 1.
10- النجم 1-5.
11- يوسف 87.
12- هود 112.
13- التغابن 16.
14- مسلم ، القيامة والجنة والنار 2818.
15- آل عمران 140.
16- أحمد ، باقي المكثرين 12569- 12491.
17- آل عمران 191.
18- من : القصص 16. | |
|