المختلفة تتكون بطريقة متكاملة في النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والروحية، عن طريق ما يقوم به من نشاط جسمي وعقلي. ويقصد بالنشاط التربوي تلك البرامج التي تضعها أو تنظمها الأجهزة التربوية لتكون متكاملة في البرنامج التعليمي والتي يقبل عليها الطلبة برغبة،ويزاولونها بشوق وميل تلقائي، بحيث تحقق أهدافاً تربوية معينة، سواء ارتبطت هذه الأهداف بتعليم المواد الدراسية، أو بإكتساب خبرة أو مهارة أو اتجاه علمي داخل الصف أو خارجه في أثناء اليوم الدراسي أو بعد انتهاء الدراسة، على أن يؤدي ذلك إلى نمو في خبرة الطالب وتنمية هواياته وقدراته في الاتجاهات التربوية المرغوبة( وزارة التربية والتعليم،1993).
إن ميول التلاميذ وحاجاتهم هي التي يجب أن تحدد أنواع النشاط الذي يمارسونه،بحيث يقوم هذا النشاط في محتواه وتنظيمه على أساس ميولهم ورغباتهم ولما كانت هذه الميول متغيرة بتغير الظروف، ومتعددة بتعدد التلاميذ، فيجب أن تصبح عملية التخطيط للنشاطات مستمرة ومشتركة بين التلاميذ ومعلميهم، يخططون لما يظهر من ميول، ويعلمون ويخططون في المستقبل لما يجدّ منها.
ويجب أن ترتبط المواد الأساسية ب؟ألوان مختلفة من الأنشطة، حيث يوضح النشاط تلك المواد ويبين تطبيقاتها العملية، وبحيث يحوي من الخبرات التربوية ما يؤدي إلى تعلم التلاميذ تعلماً سليماً مرغوباً فيه، وإلى نمو متكامل وبناء شخصية تعتمد على نفسها اعتماداً كاملاً في المستقبل، وبحيث يؤدي بالتالي إلى جعل المدرسة مجتمعاً صغيراً فيه مجالات مختلفة للتفكير والتجريب والأداء الفردي والجماعي تحت إشراف وإرشاد. ويصبح العمل المدرسي عملاً يتخلله النشاط داخل المدرسة وخارجها كجزء لا يتجزأ من المادة الدراسية، ويصبح تفاعل التلميذ مع بيئته المادية والاجتماعية تفاعلاً يساعد على نمو وتكامل شخصيته. ويجب أن تسود الروح الديمقراطية في النشاط، وتمتد هذه الروح إلى نشاط التلاميذ خارج المدرسة، فلا يكون النشاط مجالاً للعبث وضياع الوقت، بل يوجه التلاميذ لإكتساب معلومات ومهارات وعادات مرغوب فيها ليصبح هذا النشاط فرصة عظيمة لوصل المدرسة بالمجتمع. وبالتالي فإن النشاط يجب أن لا يكون هدفاً في حد ذاته، بل وسيلة في الوصول إلى الهدف وتشبع حاجات التلاميذ وميولهم الحقيقية( وزارة التربية والتعليم،1993).
من الاستراتيجيات التربوية في مجال النشاطات التربوية تعزيز مشاركة الطلبة وتفعيل دورهم في الأنشطة التربوية المتنوعة مع مراعاة الفروق الفردية بينهم وتطوير المرافق والنشاطات التربوية في المؤسسات التعليمية وتوسيع قاعدتها وتحسين نوعيتها(وزارة التربية والتعليم،1993).وجاء في التوجيهات الرئيسية للمؤتمر الذي عقد عام1999 تشجيع المناخ الديمقراطي واعتماد أسلوب العرض وليس الفرض وفتح المجال أمام الطالب. للحوار والمناقشة للتعبير عن آرائه ورغباته ومقترحاته( وزارة التربية والتعليم،1993).
وتأكيداً لأهمية النشاطات التربوية فإن الأهداف العامة للتربية في المملكة الأردنية الهاشمية التي تنبثق من فلسفة التربية تتمثل في تكوين المواطن الصالح المؤمن بالله تعالى المنتمي لوطنه وأمته، النامي في مختلف جوانب الشخصية والجسمية والعقلية والروحية والوجدانية والاجتماعية، قادراً على التفكير والنقد الموضوعي، واستثمار الأوقات الحرة في تنمية المعارف وجوانب الإبداع والإبتكار وروح المبادأة بالعمل بالترويح البريء. ومن مهام وزارة التربية والتعليم العمل على تشجيع أوجه نشاط الطلاب في المؤسسات التعليمية، وتنظيم شؤون هذا النشاط في جميع ميادينه الرياضيه والكشفية والفنية والثقافية والاجتماعية، والإسهام في تشجيع النشاط الثقلفي والعلمي، وتعزيز العلاقة بين المؤسسة التعليمية ومجتمعها المحلي بإنشاء مجالس محلية للمدارس ومنها مجالس الطلبة( وزارة التربية والتعليم،1993).