الإدارة الصفية
بين النظرية والتطبيق
تأليف
أ.د. فؤاد علي العاجز
أستاذ أصول التربية بالجامعة الإسلامية
رئيس قسم أصول التربية
أ. محمد البنا
نائب مدير التربية والتعليم- غزةالطبعة الثالثة
2007
بسم الله الرحمن الرحيم
{ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظأ غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين }
صدق الله العظيم
( آل عمران، 159)
تقديمالحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد الهادي الأمين ، معلم البشرية، وخاتم الأنبياء أجمعين .يعتبر المعلم العامل الحاسم في مدى فاعلية عملية التدريس ، وعلى الرغم من كل المستحدثات الجديدة التي زخر بها الفكر التربوي ، وما تقدمه التكنولوجيا المعاصرة من مبتكرات تستهدف تيسير العملية التعليمية ، إلا أن المعلم لا يزال وسيظل العامل الرئيس في هذا المجال ، إذ إنه هو الذي ينظم الخبرات ويديرها وينفذها في اتجاه الأهداف المحددة لكل منها ، ولم يعد دوره يقتصر على تزويد المتعلم بمختلف أنواع المعرفة وحشوها في ذاكرته فحسب ، بل أصبح موجهاً ومرشداً وميسراً لإكساب المتعلم المهارات والخبرات والعادات ، وتنمية الميول والاتجاهات والقيم التي تعمل على تغيير سلوكه نحو الأفضل وتبني شخصيته بصورة متكاملة .ولا يستطيع المعلم أن يحقق أهدافه المنشودة دون إدارة صفية فاعلة ، توجه نشاط المتعلمين في غرفة الصف نحو تحقيق الأهداف، وذلك من خلال تنظيم جهودهم وتنسيقها وحفزها واستثمارها بأفضل السبل، للحصول على أفضل النتائج بأقل جهد ووقت وتكلفة ممكنة.كما أن المعلم يواجه بعض المشكلات السلوكية غير المقبولة، والتي تهدد النظام التربوي بشكل كبير في العديد من المدارس، وعلى الرغم من أن غالبية الطلبة بسلك سلوكاً اجتماعياً مقبولاً، فإن أقلية منهم يتصرفون بشكل غير مقبول ، مما يكون له تأثير متفاوت على استقرار غرفة الصف ، وتحقيق الأهداف التعليمية .وهذا الكتاب يقدم للمعلم إطاراً عاماً لمفهوم الإدارة الصفية، وأهميتها وخصائصها وأنماطها، مبيناً المهارات والأدوار المهمة للمعلم في بيئة الصف ، وسبل الاتصال والتواصل الصفي الفعال ، كما يسعى الكتاب إلى المجال التطبيقي في التعرف على المشكلات التي تواجه المعلم في الإدارة الصفية ، وأنواعها وأساليب ملاحظتها والتعامل معها ؛ للحد من آثارها السلبية ومعالجتها، سعياً لتحقيق أهداف الإدارة الصفية بين النظرية والتطبيق. ويشتمل الكتاب على ثمانية فصول تمت فيها معالجة جميع القضايا المطروحة والمطلوبة للمعلم في إدارة الصف إدارة تربوية سليمة. وكلنا أمل أن تعم الفائدة ، ويحقق هذا الكتاب أهدافه لكل دارس له .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
فبـرايـر 2004 م المؤلفـــان
مقدمة الطبعة الثالثة
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد الهادي الأمين، معلم البشرية.إن المعلم هو العنصر الأساسي في أي تجديد تربوي لأنه أكبر مدخلات العملية التربوية وأخطرها بعد التلاميذ، ومكان المعلم في النظام التعليمي تتحدد أهميته من حيث انه مشارك رئيس في تحديد نوعية التعليم واتجاهه وبالتالي نوعية مستقبل الأجيال وحياة الأمة.والمعلم بلغة الإحصاء ومناهج البحث، هو المتغير الوسيط الذي تسند إليه مهمة إعداد مخرجات بمواصفات معينة، تتلقى المدخلات التي يتصور المجتمع قدرتها على الوفاء به بهذه المواصفات.وتضفي التغيرات العالمية المتسارعة في طبيعة الحياة المعاصرة وفي المناهج والممارسة التربوية، أهمية متزايدة وشأنا أكبر لدور المعلم في العملية التعليمية، فهو الذي يعمل على تنمية قدرات التلاميذ ومهاراتهم عن طريق تنظيم العملية التعليمية وضبط مسارها التفاعلي ومعرفة حاجات التلاميذ وقدراتهم واتجاهاتهم وطرائق تفكيرهم.وفي ضوء ما يتردد في الأوساط التربوية خاصة، وبين فئات الرأي العام عامة من انتقادات للمعلم وللكفايات اللازمة له ليكون على القدر الكاف من المسئولية لإعداد الجيل القادم، كان من الضروري الوقوف على أهم ما يلزمه من ممارسات سليمة داخل الغرفة الصفية.ولما كان التفاعل الصفي ذو أهمية في العملية التعليمية التعلمية، لأنه يسعى إلى توفير الأجواء المناسبة لحدوث عملية التعليم والتعلم، وإيمانا بأهمية هذه المضامين جاءت الطبعة الثالثة لهذا الكتاب ليسهم في رفد المكتبة التربوية بما يشتمل عليه من إضافات ( شرح للوصايا العشر) تمس جوهرا رئيسا في العملية التعليمية وممارساتها داخل الغرفة الصفية.وقد جاء ت الطبعة الثالثة لتشتمل على تسعة فصول ركزت على ما يلي:- الفصل الأول : الإدارة الصفية والإدارة المدرسية.- الفصل الثاني : المناخ المدرسي والبيئة الصفية. - الفصل الثالث: مهام ومهارات المعلم في الإدارة الصفية.- الفصل الرابع : الاتصال والتواصل الفعال.- الفصل الخامس : مصادر المشكلات التي تواجه المعلم في الإدارة الصفية- الفصل السادس : أبرز المشكلات التي تواجه المعلم في الإدارة الصفية.- الفصل السابع: أساليب ملاحظة المشكلات الصفية والتعامل معها.- الفصل الثامن : خصائص المعلم الفعال.- الفصل التاسع: وصايا مهمة للمعلم في عمله.وأننا إذ نقدم هذا الجهد البسيط ليكون في متناول طلبة كليات العلوم التربوية في كافة الصروح العلمية، كلنا أمل أن تعم الفائدة ، ويحقق هذا الكتاب أهدافه لكل دارس له.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
يونيو 2007 م المؤلفــان
* الوصايـا العشــر للمعلــم *
* اتق الله ما استطعت في نفسك وفي طلبتك.* حضر درسك وتمكن من مادتك واخلص فيها.* حافظ على مظهرك بالأناقة والهندمة المتناسقة.* كن متواضعا في عملك وتقبل وجهة نظر غيرك بالابتسامة.* راع الفروق الفردية بين الطلبة ونوع في طرائق تدريسك.* كن كلك عيون وقلب واسع في إدارة فصلك.* اجعل شعارك التعزيز والثواب بدل التخويف والعقاب.* عامل الطلبة في الفصل كضيوف عندك في زيارة بالبيت.* اغرس في نفوس طلابك القيم ( الصدق، النظام، النظافة، ...)* اجعل نهجك دائما المساواة لا المحاباة. ملاحظة:سيتم شرح هذه الوصايا في فصل كامل، هو الفصل التاسع.