الفصل الأول
مشكلة الدراسة وأهميتها
مقدمة:
جعل الله سبحانه وتعالى من الأزمات وأحداثها وآثارها عبرة وتذكرة للإنسان، قال تعالى: "أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كانت عاقبة الذين من قبلهم...." الروم (9)، ولذلك أصبح لزاما أن تعمد المجتمعات إلى دراسة تاريخ الأزمات، والخطوب التي ألمّت بالشعوب السابقة، ومحاولة الإفادة منها في إعداد الخطط لمواجهة الأزمات المستقبلية .
وتواجه المنظمات المعاصرة أوقاتاً صعبة، وغير طبيعية وسط التغيرات البيئية المتعددة والسريعة،ونتيجة لذلك تتعرض المنظمة لضغوطات مختلفة، تهدد بقاءها وسير عملها، وتعيقها عن تحقيق أهدافها ، وهذه الظروف غير الطبيعية أو الاستثنائية، هي ما تعرف بالأزمات ، التي تشكل خطورتها، وضيق الوقت، ونقص المعلومات، وسرعة الأحداث امتحاناً قاسياً للقائد أو الإداري، وغالبا ما تستنفر فيه مهارات وقدرات قيادية، لا تظهر في الأوقات العادية.
كما أكد (احمد ، 2002) أن التفكير الإداري مع منتصف الستينات، بدأ يهتم بدراسة الأزمات ،ومفهومها ،وخصائصها، وأنواعها ، وأسباب نشوئها ، والمشاعر المصاحبة لها، والآثار المترتبة عليها ، وكيفية إدارتها ، محاولاً التوصّل إلى النظريات والمداخل والأفكار التي تسهم في التعامل مع المواقف التي تفرضها ظروف العصر ومتغيراته ، ولكنها مجرد محاولات ومداخل وأطر، مختلفة يسترشد بها في التعامل مع الأزمات .و بالرغم من ذلك، فإن الأزمات التي اعترضت الإنسان قديمة قدم التاريخ واستطاع أن يواجهها بما لديه من إمكانيات، تتناسب مع ذلك العصر الذي وجدت فيه، وبين ذلك