إنّ اختيار المدارس الثانوية ميداناً للبحث كان بسبب ما يتميّز به الطلبة عادة ضمن هذه الفئة العمرية من حركيّة عالية نسبياً ومن الميل نحو إثبات الذات، بمخالفة النظام المدرسي، ممّا قد يسبّب أزمات. وكذلك اهتمام الوزارة أكثر بالمدارس الثانوية من حيث تجهيزها وإعدادها. وبالتالي يتطلب ذلك ضرورة تطوير مواصفات برنامج لتطوير جاهزيتها .وتبرز أهمية هذه الدراسة وضرورتها مما يمكن أن تتوصل إليه حول جاهزية المدارس الحكومية، لتساعد في تشخيص نقاط الضعف والقوة، إذ إن امتلاك المدرسة للجاهزية بمختلف أشكالها يمكن أن يجعلها أكثر مقدرة على مواجهة الأزمات.ولذلك فإن المؤسسات التربوية مدعوة اليوم لإعداد مدارسها، لتكون على أتم الجاهزية لمواجهة الأزمات التي قد تحدث في المدارس في ظل التغيرات والتطورات. وتشمل هذه الجاهزية جانبين :المادي كالأجهزة والمعدات، والبشري كتأهيل القيادات التربوية .
ويبدو أنّ هناك ندرة في الدراسات، سواءً العربية أم الأجنبية المتعلقة بمواصفات برامج الجاهزية، فالدراسات العربية لم تبحث في موضوع الجاهزية بشمول، ولم تقدم برامج لتطويرها. فمنها من درس الموضوع بشكل جزئي، كدراسة العبسي حول واقع التخطيط لتغطية الكوارث في مدارس منطقة عمان، وكذلك دراسة الهزايمة حول تقويم مقدرة مديري المدارس في محافظة اربد للتعامل مع الأزمات ،وستقدم هذه الدراسة المعنونة ( إعداد مواصفات برنامج لتطوير جاهزية المدارس الثانوية الحكومية في الأردن لإدارة الأزمات في ضوء تقييم تلك الجاهزية من مديريها ومعلميها) محاولةً شاملةً لتعرّف الجاهزية من جوانبها كافة، وتقديم مواصفات برنامج لتطويرها، وبذلك تسد هذه الدراسةجزءاً من نقص الدراسات المتخصصة بإدارة الأزمات.