تعريف العلم والفقه بالمعنى الشرعي أخص من العلم؛ لصدق العلم بالنحو وغيره، فكل فقه علم وليس كل علم فقها، والعلم معرفة المعلوم أي إدراك ما من شأنه أن يعلم على ما هو به في الواقع، كإدراك الإنسان بأنه حيوان ناطق.
يقول المؤلف -رحمه الله-: والعلم معرفة المعلوم على ما هو به ثم جاء المحلي -رحمه الله- فقال: والعلم معرفة المعلوم أي إدراك ما من شأنه أن يُعلم، لاحظوا قيد المحلي قال: إدراك ما من شأنه أن يعلم، لما عرف..، أولا تعريف العلم العلماء -رحمهم الله-، علماء الأصول يعني اختلفوا كثيرا في تعريف العلم، ولهم كلام طويل جدا في تعريف العلم، وأذكر أن أبا حامد الغزالي -رحمه الله- عرف العلم بتعريفات، ثم كلما عرفه تعريفا انتقده هو ثم أورد تعريفا آخر ثم انتقده، ثم في الأخير قال: والعلم أشهر من أن يعرف وتركه ومضى، فهو يعني.. وقال بعض العلماء: إنه لا يحدُّ لعسره؛ لأنه لا بد أن تأتي بكلمة معلوم فيكون هذا يحسب بالدور بكلمة معلوم فيكون فيه دور اللي هو إدخال جزء من المعرف في التعريف.
فالمؤلف قال: والعلم معرفة المعلوم على ما هو به، أُعترض على هذه فقيل المعلوم هو ما وقع عليه العلم، لاحظوا معي يا إخوان المعلوم هو ما وقع عليه العلم، فإذا كان إدراك ما وقع عليه العلم يكون تحصيل حاصل، إذا قلنا: إن العلم إدراك المعلوم والمعلوم ما وقع عليه العلم يكون تحصيل حاصل، فلهذا المحلي احتار في هذا الأمر فقال: المعلوم أي إدراك ما من شأنه أن يعلم. ليس هو معلوم حقيقة لكن إدراك ما من شأنه أن يعلم فإدراكه هذا هو العلم.
وبعضهم يعرف العلم فيقول: العلم هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع. اللي هو اليقين، ككون الواحد مثلا نصف الاثنين هذا علم كون السماء فوقنا هذا علم كون مثلا إذا رأيت السماء تمطر تقول السماء تمطر هذا علم، الاعتقاد الجازم المطابق للواقع نعم، وهي مسألة اصطلاحية نعم.