مقالات قصيرة جداًفاضل العماني الحياة - 18/02/08//على غرار «قصص قصيرة جداً» و«نصوص قصيرة جداً» سأضع أمام القارئ بعضاً من «مقالات قصيرة جداً»، كانت في الأساس مشاريع واعدة لمقالات كبيرة، ولكن لظروف عدة فضلت بثها أو البوح بها هكذا، علّها ـ على رغم صغرها واختصارها ـ تلقى القبول وتقدم رسالة ما أو تحمل قضية ما، كما أتمنى أن تتمتع بالخفة والرشاقة لتتناسب ووضع القارئ العزيز المثقل بالهموم، ما يجعل قراءة مقال طويل ومعقد ومستطرَد من كاتب «فاضي» أمراً لا يحتل رقماً مهماً من أولوياته واهتماماته. وكم هو محزن أن يعتقد الكثير من كتّاب المقالات والأعمدة على امتداد الوطن العربي بأن طول المقال وتشعب مواضيعه وأفكاره واحتواءه على الكثير من الرموز والمصطلحات الرنانة والغريبة مثل «ديموغرافيا وانثربولوجيا وبرجوازية...»، والتفنن في بث رسائل النصح والإرشاد والتوجيه، ولعب دور الأستاذية الملهمة، والقيادة الملهبة، وغيرها التي يتبناها أولئك الكتّاب ظناً منهم أو تعمداً في كثير من الأحيان، بأن ذلك الشكل من المقالات والكتابات هو الأنسب نوعاً، والأكثر تأثيراً على المجتمعات العربية، التي تتصدر وبكل فخر قائمة الأميين كتابةً وقراءةً وفكراً وتصوراً وتطوراً. أزعم أنني لست من أولئك الكتّاب منذ أن انخرطت في سرك ـ أقصد سلك ـ الكتابة الصحافية قبل أعوام عدة. أعود لما أنا بصدد الكتابة عنه، وهو مقالات قصيرة جداً:
حدد موقفكأين تضع نفسك عزيزي القارئ بين هذين الفريقين؟ الأول يطبل ويزمر و»يزوق» لكل ما تقوم به تلك الجهة أو الإدارة أو المؤسسة أو الشخصية، لدرجة أنه (أي الفريق الأول) لا يرى عيباً ما أو خطيئة ما لمن نذر نفسه للدفاع عنه مهما كلفه الأمر، بينما الفريق الآخر يتذمر ويشكك دائماً في كل ما يتلقاه أو يتعاطى معه، حتى وإن كان إيجابياً ومفيداً، بين الأسود والأبيض، بين اليمين واليسار، أين تجد نفسك عزيزي القارئ، أم لك لون واتجاه آخر؟!
عودة الطيور المهاجرةالآلاف من شبابنا وشاباتنا ينتشرون الآن على امتداد الكرة الأرضية ينهلون ـ أو هكذا نتمنى ـ من معين العلم والمعرفة والخبرة والتجربة من أرقى الجامعات والكليات والمعاهد العالمية، في تظاهرة علمية غير مسبوقة، ولكن الذي يُدمي الفؤاد، ويفطّر القلب، ويُثير الشجون هو هذا السؤال الحزين: كيف سنستقبل هؤلاء الطيور العائدة لأرض الوطن بعد سنوات الدرس، محملة بمختلف العلوم والمعارف والخبرات واللغات، تتأبط ورقة «سولفان» فاخر، خُط عليه بحروف إنكليزية أو فرنسية أو إيطالية أو يابانية أو روسية أو عربية أو غيرها، عبارة شهادة تخرج! كم هو رائع وجميل إطلاق كل تلك الطيور لتحلق في كل السماوات، ولكن الأروع والأجمل أن تجد لها مكاناً ما أو وظيفة ما على أرض الوطن!
أمة اقرأ لا تقرأمع الاعتذار للكاتب حسن الحمادي، مؤلف الكتاب الرائع «أمة أقرأ لا تقرأ»، تنتشر ثقافة القراءة تقريباً في أنحاء العالم كافة، ماعدا الأمة العربية... ما هذا؟ الأمة العربية التي تدين بالإسلام وتستمد دساتيرها وتشريعاتها من القرآن الكريم، الذي بدأ بآية اقرأ، مدشناً مرحلة مهمة ومفصلية من عمر البشرية، مرحلة العلم ونبذ الخرافة، مرحلة القراءة وبداية المعرفة. هذه الأمة الآن في آخر الركب المنطلق للتقدم والتطور والازدهار، لأنها بكل بساطة أمة لا تقرأ، بين أمم تتنفس الحروف والكلمات تماماً كالهواء. هم يقرؤون في كل مكان، أما نحن فلا يربطنا بـ«الكتاب» أي رابط، وإذا قُدر وكان ذلك «الرابط العجيب» فهو مجرد اقتناء، تماماً كما نقتني التحف والتذكارات والدروع والمجوهرات. ثم يأتي من يسأل بكل سخف، لماذا نحن في آخر الركب؟
الوصفة السحرية
هل تعرف، ما الوصفة السحرية للنجاح والشهرة لكل شباب هذا الوطن؟ الأمر في غاية البساطة ولا يحتاج إلى الكثير من العناء والجد والاجتهاد والعلم والمعرفة. إذا كنت من الذكور فأي هذر من «الشعر» النبطي سيضعك على أول طريق الشهرة والنجاح، وستحظى بمصافحة شخصية من الشاعر ناصر الفراعنة، أما إذا كنتِ أنثى «مملوحة» فمجرد شخبطات وتجارب شخصية، سواء لكِ أو لصديقاتك المقربات، مفعمة بالجنس الصارخ والهذيان الجارح، لنكون نحن المساكين على موعد مع «رواية» ستجعل منك نجمة مشهورة بين ليلة وضحاها. والآن عزيزي القارئ، كيف وجدت هذه النوعية من المقالات القصيرة جداً؟ هل تجدها مناسبة ومسلية ومفيدة، أم تراها تجربة لا جدوى من تكرارها وتعميمها؟
fadelomani@yahoo.com