عاشق الصمت
عدد الرسائل : 199 العمر : 32 العمل/الترفيه : الصمت السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: دموع الفرحة تغمرني !!! الأربعاء نوفمبر 26, 2008 11:21 am | |
| دموع الفرحة تغمرني !!! نور الرحيل أعلن خبر رمضان ، راح المسلمون يهنّؤون بعضهم ، فهذا شاب يقبّل رأس أمه ، وآخر يحتفل بقبلات في يد والده ، وثالث قام إلى زوجه يهنؤها بهذا القدوم ، ورابع راح مسرعاً يعانق أولاده ، وخامس غادر منزله متجهاً إلى جيرانه ، يبارك لهم فرحتهم ، وآخرون هناك على جانب الطريق يحتفلون مع بعضهم في لقاء هذا الحبيب !!! الصغار يهرولون في شوارع حيّهم ، هم كذلك يعبّرون عن فرحتهم . وأنا جالس أتأمّل كل ذلك ، ودموع الفرحة تغمرني ، تغسل وجنتي ، تذكرني نعمة ربي ، يالله ... حرارة الدمع في عيني أبلغ من كل رسول برمضان ، وحرارة الفرحة في قلبي أبلغ من كل مخبر بهذا الشهر . جلست أبكي وأتأمل !! تُرى ما هذه النعمة الرائعة في حياتي ؟ بلد آمن ! وبيت ساتر ! وجمع مكتمل ! وذكرى حسنة ! عدت إلى نفسي ، وبقيت أتذكّر تلك اللوحة التي عرضت على عيني عندما أخبرت بدخول شهر رمضان . فأخذت أقلب الطرف في هذه النعمة ، فإذا بي أتأمّل أسراً مكلومة ، وبيوتاً مسلوبة ، وظروفاً مريرة ، وبقيت أقارن ما بين فرحتي وفرحة الآخرين . دموع الفرحة تدفقت على عيني تذكرت فيها نعماً عظيمة ، تذكرت فيها أن الله منحني فرصة أخرى في حين أسدل ستار الفرص على آخرين ، فطويت حياتهم ، ودفنت أيامهم ، وأصبحوا ذكريات في أزمان هذه المناسبات . دموع الفرحة تغمرني لأنه بقي زمنٌ للتوبة ، ووقتٌ للإنابة والعودة ... في حين شهدت بعيني حوادث كثير من الأصدقاء والأصحاب ما بين راحل كان ينتظر ، وبين قعيد كان يؤمّل ! تذكرت وأنا أدرك هذا الشهر أن هذا كله محض الفضل والمنّة . دموع الفرحة تغمرني وأنا أتأمّل في تلك العافية التي منّ الله تعالى بها علىّ في حين أن هذه المناسبة يشهدها آخرون وهم يرون هذه المناسبة بأعينهم ، ويشهدونها بقلوبهم لكن المرض والآلام يفقدهم لذة هذه الفرحة ، فلا تقوى هذه المناسبة بأفراحها على دفع تلك الغصص بآلامها. دموع الفرحة تغمرني لأنني لا زلت أشعر بألم تجاه رمضان الفائت ، مرت تلك الأيام وانقضت فلم يرعني إلا خبر العيد فيها ، تلاوة لم تكتمل ، وصلاة خدشها اللهو والعبث ، ونسيان لفضائل ، وتغافل عن أجور ومكرمات ، أحسست في تلك الليلة التي غادر فيها رمضان الفائت بآلام ، وجدّد علىّ خطيب العيد تلك الآثار ، فكنت أبادل الفرحة للمهنئين في العيد ، وفي قلبي نار التفريط مشتعلة ، جاء رمضان هذا ليعطيني فرصة لاستدراك كل ذلك ، فلماذا لا تدمع عيني وأنا في مثل هذا النعيم ؟. دموع الفرحة تغمرني لأن هذا المشهد يؤكّد في نفسي بقاء هذا الدين على مر الأزمان والأحوال ، باقٍ وإن لوّث صفحاته العابثون ، باقٍ وإن همّش ذكرياته الحاقدون . باقٍ إلى أن يأذن الله تعالى بزوال المخلوقين . دموع الفرحة تغمرني لأنني أجد في طيات القادم هذا العام أسراراً لم تفتح ، وروائع لم تجرّب وبإمكاني إن شاء الله تعالى أن أفتح ، وأجرّب ما أحلّق به في عداد الناجحين . دموع الفرحة تغمرني رغم كل ما أراه اليوم من تكالبٍ على حياض الإسلام ، لأنني أرى في كل محنة منحة ، ومع كل ضائقة فرجاً ، وسر الفرحة أنه بالرغم من كل الجهود لطمس معالم الإسلام إلا أنني أرى كل يوم قادم جديد يحتفل بالإسلام منهجاً رغم كل الظروف . كما امل أن تكونوا على أتم الاستعداد لاستقبال هذا الشهر الكريم ،فعن أبي هريرة ، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه )).نور الرحيل | |
|