تواجه المجتمع. ويختلف تعريف الديمقراطية بين مجالي السياسة والفكر.وقد برزت الجهود الماضية في إدخال الديمقراطية للمدارس على نوعين: النوع الأول يتطلب دوراً أكبر للمعلمين في صنع القرارات المدرسية. أما النوع الثاني فيتضمن مشاركة أوسع من المجتمع لضبط التعليم. ولقد أظهرت الدراسة أيضاً أن كلا النوعين لم يؤديا إلى تطور أفضل في تعليم الطلبة، ويكون البديل لهاتين الطريقتين أن المدرسة يجب أن تحوي الديمقراطية، وتجعلها جزءاً من التعليم فيجب أن يتم تعلّم الطلبة الديمقراطية على أنها خاصة من خواص المجتمع، وأن الربط بين الديمقراطية والتعليم يأت من دورهما المشترك في الفطرة الأخلاقية للحياة، فيجب أن تتبنى المدارس أشكال الممارسة الديمقراطية، وتبرز دور المشاركة الطلابية.
من خلال عرض الدراسات السابقة توصل الباحث إلى الملاحظات الآتية :
- ركزت بعض الدراسات على إشراك الطلبة في صنع القرار، وأن تكون المجالس الطلابية شريكاً في العملية التربوية. كما في دراسة باتمور(Patmor,2001) ودراسة الحشيان (2000).
- معظم الدراسات متفقة على أن أتباع السلوك الإنساني الديمقراطي القائم على العدل والمساواة مع العاملين في المدرسة (مديرين، أو معلمين، أو طلاب) يؤدي إلى تحقيق علاقات جيدة ومناخ تنظيمي سليم، ويعطي نتائج إيجابية فعّالة، كما في دراسة الداوود (1994) وأبو الهيجاء (1995)، والجاير(1998).
- معظم الدراسات توصلت إلى أن الممارسة العملية الديمقراطية ضرورة قصوى لكي يتعلم الطلبة أصول الديمقراطية وقيمتها. وعلى المعلم أن يكون قدوة للطلبة في المعاملة والمساواة بينهم، كما في دراسة دارلنج (Darling,1996) وبيرمان (Berman,1996).
- معظم الدراسات توصلت إلى أن تبادل الأدوار بين المعلمين والطلاب يؤدي إلى تأسيس مناخاً من التفاعل والمشاركة، وهو ضرورة لنجاح العملية التعليمية التعلمية. كما في دراسة بسلر (Bussler,1994).
- معظم الدراسات السابقة العربية والأجنبية تمحورت حول النشاطات الطلابية أو ممارسة الديمقراطية، أو دراسة أحد المجالس المدرسية فهي لم تكن على صلة مباشرة بموضوع الدراسة، وإنما عالجت جوانب قريبة من الدراسة الحالية فهي لم تتعرض لمجالس الطلبة بشكلٍ مباشر ولذلك جاءت الدراسة الحالية لسد هذا النقص، فهي تختلف عن باقي الدراسات السابقة، أنها درست واقع المجالس الطلابية ومدى فاعليتها من وجهة نظر الطلبة أعضاء المجالس والمعلمين المشرفين على المجالس ومديري المدارس وكونها الدراسة الأولى في هذا الموضوع ستكون تمهيداً لإجراء دراسات علمية أخرى حول المجالس الطلابية.