من أدوات الاستفهام الهمزة، وهي مشتركة، فتأتي تارة لطلب التصور، وأخرى لطلب التصديق. 1- أما ما كان لطلب التصوّر، فيلي الهمزة المسئوول عنه، والسؤال حينئذٍ عن المفرد لا النسبة بمعنى: أن السائل يعلم بالنسبة، وانما لا يعلم شيئاً من اطرافها. مثلاً يعلم: أنه وقع فعل ما، لكن لا يعرف المسند، أو المسند اليه، أو المفعول، أو الحال، أو الظرف، أو الصفة.. أو نحوها. ففي نحو: (ضرب زيدٌ عمراً، الفاسق، راكباً، في الصحراء) يقع المجهول بعد همزة الاستفهام. فتقول في الجهل بالفعل: (أضربه أم قتله)؟ وتقول في الجهل بالفاعل: (أزيد الضارب أم بكر)؟ وتقول في الجهل بالمفعول: (أعمراً المضروب أم محمداً) وتقول في الجهل بالصفة: (أعمرا الفاسق أم التاجر)؟ وتقول في الجهل بالحال: (أراكباً كان زيد أم راجلاً)؟ وتقول فيي الجهل بالظرف: (أفي الصحراء أم في البلد)؟ وهكذا.. وقد علم من هذه الامثلة: ان النسبة معلومة، وانما المجهول مفرد من المفردات. 2 ـ وأما ما كان لطلب التصديق، فالهمزة تدخل على الجملة، والسؤال يقع عن النسبة، كقولك: (أجاء زيدٌ؟) فيما لم تعلم بالمجيء. ثم ان الغالب أن يؤتى للهمزة التي لطلب التصور بمعادل، كما عرفت في الامثلة: من معادلة (أم) للهمزة. بخلاف طلب التصديق فلا يؤتى للهمزة بمعادل، كما تقدم في المثال. ثم أن جواب الهمزة التي لطلب التصور: تعيين أحد الشقين: فتقول في السؤال الاول: (ضربه). وتقول في السؤال الثاني: (زيدٌ). وتقول في السؤال الثالث: (عمراً). وهكذا... بخلاف الهمزة التي لطلب التصديق، فالجواب: (نعم) أو (لا). |