انمار ربابعه
عدد الرسائل : 85 العمر : 33 الموقع : الاردن العمل/الترفيه : بكالوريس// اصول الدين // جامعة اليرموك المزاج : السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 29/09/2010
بطاقة الشخصية الربابعة: 50
| موضوع: أردتـها داعية.. ولكن! الخميس ديسمبر 09, 2010 7:37 pm | |
| السؤال مشكلتي أني إنسان بسيط، ولا أحب التكلف، ولدي حرص كبير على الدعوة إلى الله، وقد كان من أهم أسباب إقدامي على الزواج أن أتزوج المرأة التي تعينني في ديني. وقد وفقت -ولله الحمد- في زوجة صالحة، لكن غلب عليها حرصها على البيت ونظافته -لدرجة الوسوسة الشديدة- على حرصها على الأمور الدينية (النافلة ومراجعة القرآن الكريم) ونحو ذلك. وحرصها على ذلك سبَّب لي حرجاً كبيراً في حياتي، فهي لا تريد التنازل أو التقليل من هذا الاهتمام الذي أصبح الهم الأكبر والغاية الأسمى عندها؛ لأنها تعتقد أن هذا هو الصواب، مع اختلافي وتأييد أهلها لي، مما جعلها تنفر من أهلي وتتعايش معهم لعدة أيام، حيث إني مستقل في بيت لوحدي. أرشدوني نفع الله بكم؟!
الجواب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد: فقد وردت استشارتك المتلخصة في الآتي: 1- أنك بسيط ولا تحب التكلف، ولديك حرص كبير على الدعوة إلى الله. 2- حرصت على الزواج من امرأة تعينك على دينك. 3- أنك وفقت بزوجة صالحة. 4- أن هذه المرأة يغلب عليها حرصها على البيت ونظافته لدرجة الوسواس الشديدة. 5- أنها حريصة على الأمور الدينية النوافل ومراجعة القرآن الكريم. 6- أن حرصها على ذلك سبب لك حرجاً كبيراً في حياتك للآتي: أ - لا تريد التنازل عن الانشغال بالنوافل. ب - أن هذا الاهتمام أصبح الهم الأكبر والغاية الأسمى. ج- اعتقادها بأن ذلك هو الصحيح. 7- أن أهلها يؤيدونك. 8- أنها تنفر من أهلك. فأقول أعانك الله على معاناتك، وأسأل الله العلي القدير أن يجمع كلمتكما على ما يحب ويرضاه، وأن يسعدكما في الدنيا والآخرة، وأن يبارك لكما في أولادكما وأموالكما وأعمالكما، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين. وأحب أن أوضح لك ما يلي: أولاً: لعلك -إن شاء الله- ظفرت بما تمنيت وحزت على ما أوصاك به نبيك محمد صلى الله علية وسلم حيث قال (فاظفر بذات الدين تربت يداك). ثانياً: الكمال لله وحده، والبشر يعتريهم النقص والتقصير وكلنا معرض لذلك. ثالثاً: كل شيء له جانبان جانب مشرق وجانب مظلم، وأنت دائما انظر إلى المشرق وتوقع ذلك تجده. رابعاً: كل شخص له إيجابيات وسلبيات، فالحاذق الفطن الذي يريد العبور في سفينة الحياة ينظر للإيجابيات، أما الشخص غير الحاذق والذي يريد كل شيء له فينظر للجانب الآخر، فأرجو أن تنظر إلى الجانب الإيجابي بتفاؤل واستشراف. خامساً: النظافة مطلب شرعي واجتماعي وكم من شخص يتمناه لأنه فاقد له، وكم من بيت يعيش المشكلات بسبب عدم النظافة من قبل المرأة، بل وصل الأمر إلى الانفصال وتشتت الأولاد والسبب هو عدم اهتمام المرأة بالنظافة. وأنا معك في أن هذا الأمر إذا زاد عن حده ينقلب إلى ضده، فإن كانت زوجتك ممن يبالغ في ذلك فعالج الأمر سواء بطريقتك الخاصة، أو بعرض الموضوع على طبيب نفسي، واحذر أن تكون أنت وزوجتك ممن يرى أن الطب النفسي ليس له دخل في مثل هذه الحالات، بالعكس هناك مشكلات عجز عن حلها الكثير، وبمجرد مراجعه طبيب نفسي انتهى الأمر. سادساً: حاول أن تجلس مع زوجتك أو تذهبا إلى مكان نزهة، وتجلسا وتتحاورا وتتناقشا في مشكلاتكما بهدوء بعيدا عن الأهل، وحينما تتحاوران حذار من التعصب للرأي، وليعترف كل واحد بخطئه متى ما اتضح له ذلك، وأن يحاذر المكابرة، وليكن الحوار هادئاً محدد الهدف، وليكن كل واحد منكما هدفه الوصول لحل المشكلة وليس الانتصار للنفس. سابعاً: عليك البحث والتقصي عن سبب المشكلة لا عن المشكلة نفسها، فكم من مشكلة كبيرة كان سببها عدم الوصول أو التعرف على السبب الذي أوجدها، والذي لو عرف لوئد في مهده، فعليك أن تعرف السبب الذي جعلها تنشغل أو تتشاغل عنك فلعل لها عذرا وأنت تلوم، فقد تكون لديك تصرفات أو كلمات تضايقها أو تستخف بك بسببها، وقد يكون لديك إيجابية من وجهة نظرك وهي سلبية من وجهة نظرها، وقد يكون لديك حركة استفزازية لها أدركتها وضايقتها وأنت ترى أن هذه الحركة إيجابية إما لأنك سمعت شخصا آخر يشيد بها، أو أنك رأيتها بشخص آخر فأعجبتك ولا يلزم أن تعجبها. وقد يكون لديك غموض في شيء معين، أو أنك لا تشيد بحسناتها وتستصغرها أو تستهفها أو تكبر من سلبيتها وتعظمها وتجعلها منطلقا للتعييب أو التلقيب (امدح -شجع – ابتسم- أشد بالإنجاز –ساعد- اشكر حتى على القليل -التزم الهدوء - تفاهم). ثامناً: ضع ميزانا دقيقا يحمل في إحدى كفتيه النقاط الايجابية في زوجتك مثل: 1- التدين. 2- المحافظة على النوافل والدعاء والاستغفار الذي هو سبب في طرد الشياطين وحضور الملائكة، وقد يدفع الله عن هذا البيت وعن ساكنيه مصائب بسببه. 3- الاهتمام بتربية الأولاد وتنشئتهم تنشئه صالحة، فكم من أب يتمنى الأم التي تكون قدوة صالحة لأولاده، وكم من بيت انهدم بسبب ضياع أو انحراف الأم. 4- أنك لم تسمع منها كلاما نابيا أو مؤذيا، والذي بدوره قد يكون سببا في انحراف الأولاد. 5- أن لديها رادعاً وهو الدين يردها عن الغيبة والنميمة وعن إيذاء الجيران ونحو ذلك........ الخ والكفة الأخرى وتحمل النقاط السلبية مثل: 1- الانشغال عنك. 2- عدم بقائها عند أهلك. 3- الحرص الزائد على النظافة. 4- التعصب للرأي. 5- الاعتزاز بالرأي وقارن بين الكفتين، ولتكن نظرتك ثاقبة ونظرك بعيدا متمثلا قول القائل من لك بأخيك كله، وقول الشاعر: لعل له عذرا وأنت تلوم، وقوله: كفى بالمرء نبلا أن تعد معائبه، وقول الشاعر: عتبت على عمرو فلما فقته *** وجربت أقواما بكيت على عمرو وقول الشاعر: إذا كنت في كل الأمور معاتبا *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه فعش واحدا أوصل أخاك فإنه *** مقارف ذنب تارة ومجانبه تاسعاً: ساعد زوجتك على سلوك طريق الاعتدال وجرب هل يتغير سلوكها وذلك بما يلي: 1- اقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يتعامل مع زوجاته، فهو القائل (لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضي خلقاً آخر). واقرأ موقف أم سلمة في صلح الحديبية، ومسابقته لعائشة وغير ذلك. 2- أشد بها إذا قدمت شيئاً جيداً واشكرها عليه. 3- اعتذر لها إذا حصل منك تقصير في شيء معين. 4- ساعدها في بعض الأعمال، فقد كان صلى الله عليه وسلم (في مهنة أهله). 5- شاركها في بعض أعمالك واستشرها. 6- ابتسم تفتح قلبها فالابتسامة بسيطة لكنها تفتح آفاقا عظيمة. 7- هش وبش في وجهها ومازحها. 8- إذا حدثتك فأرع لها سمعك ولا تتشاغل عنها. 9- أشعرها بمكانتها وقربها من قلبك. 10- لا تكثر العتاب فرب شرر هاج أوله العتاب. 11- إذا أخطأت التمس لها عذرا، واحمل ما قامت به على أحسن المحامل، وإذا أتت بما يوجب العتاب فلا تكرر العتاب وتنكأ الجراح لأن ذلك يفضي إلى البغضة. 12- ومما يعينك على سلوك زوجتك أن توطن نفسك على أنك لن تجد من زوجتك كل ما تريد. 13- لا تدقق في الصغائر أو تعطيها أكبر من حجمها فتضيع الكبائر فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها. 14- احذر الكلمات المؤذية للمرأة نحو أنا سأتزوج، فلان تزوج، تحسني وإلا سأتزوج، فلان مرتاح مع زوجته. عاشراً: أهد لها بين الفينة والأخرى؛ فالهدية تفتح القلوب وتزيد المحبة والمودة. قال صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا. واظهر لها حبك وأنك تحبها تفتح قلبها0 أخي قد تقول في نفسك إنني أثقلت أو تحاملت عليك، أو أنني أدخلت شيئا بعيدا عن لب مشكلتك، أو أنني أعطيت المرأة حقها، وتركت حقك فأقول أولاَ حقك معروف ومحفوظ، أنت متى تعاملت مع زوجتك بهذه المعاملة الراقية ثق بأنه سينعكس على تعاملها معك، وستعاملك بنفس المعاملة التي تعاملها بها، وأهم من هذا كله أن تعاملك الراقي فضلا عن أنه سينعكس عليك أيضا سينعكس على أولادك فتعاملك الراقي في بيتك ستجنيه من زوجتك وأولادك والعكس بالعكس إذا جربت هذا العلاج ولم يجدِ التشاغل عنها والتقليل من الكلام فإن لم يجد فجرب الهجر في المضجع، فإن لم يجدِ فأدخل أحدا من أسرتك أو من أسرتها ممن لهم خبرة في هذا المجال، وحاول الإصلاح، فإن لم يجدِ فاعرض وضعكما على لجنة إصلاح ذات البين، لكن قبل هذا كله عالج الوسواس الموجود لديها حتى لا تظلمها. وأخيرا إليك هذه النصائح: 1- يقول شكسبير (المهزوم إذا ابتسم أفقد المنتصر لذة الفوز). 2- قال حكيم فارسي: ما شكوت الزمان ولا برمت من حكم السماء إلا عندما حفيت قدماي ولم أستطع شراء حذاء، فدخلت مسجد الكوفة وأنا ضيق الصدر فوجدت رجلا بلا رجلين فحمدت الله وشكرت نعمته علي. 3- قول الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسان إحسانا 4- حتى يشعر بك الآخرون عليك أن تشعر بهم. 5- يقول عبد الكريم بكار: البشر مخلوقات عاطفية تجذبهم الكلمة الطيبة وينفرهم التوبيخ. 6- يقول المثل الصيني: انظر إلى الإنسان كما هولا كما ينبغي أن يكون . 7- كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا *** بالطوب يرمى فيلقي أطيب الثمر. 8- اعلم أن الرجل العظيم له قلبان قلب يتألم وقلب يتأمل. 9- تتجلى أخلاقيات الرجل العظيم في التعامل مع الضعفاء. 10- يقول مصطفى السباعي: لو أنك لا تصادق إلا إنسانا لا عيب فيه لما صادقت نفسك. 11- هي الضلع العوجاء لست تقيمها *** ألا إن تقويم الضلوع انكسارها أتجمع ضعفا واقتدارا على الفتى *** أليس عجيبا ضعفها واقتدارها. ختاما أتوجه إلى الله العلي القدير أن يسعدكما، ويجعلكما متحابين متصادقين، وأن يعيذنا وإياكما من القواطع والموانع. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
| |
|