كان لحبك مذاق الولادة الأولى..
ستة وعشرون من العمر ومن الانتظار
ومن اليأس والتذمر والدمار..
تظهر في دقيقة واحدة لتغير مجريات تاريخي..
أكان بين الموت والحياة مسافة دقيقة واحدة..؟
منذ تلك اللحظة..منذ سنتين
بدأت تعلُم المشي على الأقدام وعلى الأحلام..
ومع كل خطوة..
كنت أقبل فيها تراب خدك وأهتف..
"توقف يا زمن..لقد جاء الرجل الذي لم انتظره"
كم أعشق تلك الهدايا التي تنزل من السماء ..
خارج نظام العادات والمناسبات..
خارج تخمينات التاريخ..
وخارج غباوات الواقع أيضا..
سألتني والدتي ذات مساء غائم..
ما الذي يزعجك في الرجال..؟
أجبت دون تفكير..
"غباء بعضهم يا عزيزتي..
يقهرني الرجل الذي يشك في كل شيء ويتحكم في حياة المرأة..
كضابط أو دكتاتور أو جاسوس ليثبت عقدة وجوده..
غافلا أن النساء تملكن ما يكفيهن من حقائب الكذب والتحدي والذكاء
فالنساء كما المدن ..
كما الشعوب..
كما الأمم..
إن هن أردن الحياة فلا بد أن يستجيب القدر..
إنهن أكبر من أن تكن مجرد أحلام على ورق في حجم سرير
قمة الموت أن تدفن قدر قلبك بيدك..
وتقرر في النهاية أنه لا يوجد حبيبا يستحق الانتظار..
فتعيش العمر دون مذكرة مواعيد تملأ حياتك فرحا..
وتحيا الحب بمنطقه المعاكس تربطه دائما عند باب قلبك..
مفتوحا تلقائيا من أجل التسلية أو السخرية لا أكثر..
هكذا كنتُ أنا ..أعيش لعبة الحب بعبثية
عندما التقيتكَ صدفة في ذلك المكان الهادئ المغري..
بثيابي الخفيفة المناسبة لخضرة الشجر وزرقة سماء البحر
اعتقدتُ بأننا كنا على موعد جميل..
وستراني كما رآني كل رجل أُمـي قبلك..