في مسيرة التعليم العالي..
فيما يلي رد الدكتور عدنان بدران على ما كتبت حول « الجامعات ومسيرة التعليم العالي..هل هي تكامل ام أضداد. وقد تلقيت هذا الرد القائم على معرفة وتجربة ولذا فإنني احتفي به وأقبل الحوار فيه لما فيه من تشخيص ووصف واقتراحات للخروج بالتعليم العالي في بلدنا الى مسيرة أكثر صواباً وصعوداً وتلبية للحاجات واستجابة إلى واقع ينمو ويتطور. فما هي وجهة نظر الدكتور بدران؟ وكيف يرى العلاقة ما بين الجامعة والمجتمع والطالب؟ وما هو شكل التفاعل؟ وأين تبدأ الحقوق وتنتهي الواجبات..؟
يقول الدكتور بدران:
« في العالم..وخاصة في البلدان المتقدمة التعليم العالي مفتوح للجميع لمن أتم شهادة الدراسة الثانوية بنجاح والإمتحان العام (التوجيهية) التي تعد الطالب للالتحاق بالتعليم العالي وهذا النظام معمول به في الولايات المتحدة (السات)، وفي اليابان وفي فرنسا (البكالوريا)، وفي ألمانيا (الابتور)، وفي بريطانيا (IGCSE) وغيرها. وتؤهل نجاح الطالب في الدراسة الثانوية للقبول في التعليم العالي والذي من ضمنه الجامعي دون شروط أو حدود للعلامة الدنيا بل ضمن طاقة الجامعة الاستيعابية العامة المعتمدة وتحدد الكليات حسب مقاعدها الشاغرة، الحدود الدنيا لعلامة القبول فيها حسب اقبال الطلبة عليها لمقاعدها الشاغرة ضمن الاعتماد الخاص لتخصصاتها المختلفة..
في جامعات دول العالم ليس هناك كوتات وليس هناك واسطات بل الجميع سواسية امام القانون كما ليس هناك قبول طلبة دون آخرين او تمييز في القبول أو تمييز في علامات القبول فالقبول يجري وفق عدم التمييز بين الطلبة وحسب الجدارة الأكاديمية ويطبق ذلك على الجميع..
وفي الأردن هكذا بدأت الجامعات الأردنية مسيرتها منذ نشأتها وحتى عام 1985 وفق معايير الدول المتقدمة..إلا أنه عند تأسيس وزارة التعليم العالي التي أخذت بتسييس الجامعات والتدخل في شؤون القبول والتسجيل وشؤونها الأخرى ووضع حدود دنيا لعلامة الدراسة الثانوية كأنها تفرض قسراً على الطلبة للتوجه إلى مسارات معينة لا يرغبون بها..ونحن نعيش في زمن الحريات..حرية الانسان وحقوقه في التعليم..
لذا علينا إعادة النظر في مسيرة التعليم الأردني للقضاء على التشوهات والتدخلات في استقلالية الجامعات لوضع هذا الاستثمار الضخم في مساره الصحيح وإلا قضينا على حلم إنشاء واحة تعليميه في المنطقة تبنى على أساس التنافسية وعلى أساس التعددية دون قرارات مفاجئة تهبط على الجامعات المستقلة بقرارات من خارجها..
التعليم الجامعي حق من حقوق الإنسان الجامعي الذي نجح بإمتحان الدراسة الثانوية العامة وليس من حق احد سلب هذه الحرية ونحن نعيش مجتمع العدالة والمساواة وليس من حق احد فرض الإلتحاق على الطالب بكليات المجتمع قسراً مما يجبر الطالب على التوجه للخارج، بل يجب أن تكون أبواب التعليم العالي الوطنية مفتوحة للجميع وعلى كليات المجتمع والجامعات العامة والخاصة من خلال التنافسية والتعددية والجودة في التعليم جذب الإقبال عليها وبذلك ترقى الجامعات وكليات المجتمع التي تستثمر في الجودة وتضمحل كليات المجتمع والجامعات التي تعنى بالتجارة والإدارة السيئة على حساب الجودة..
الوصفة السريعة لإنقاذ التعليم العالي في الأردن اتركوه للتنافس مع التزامه كاملاً بمعايير الاعتماد العام والخاص ولا تتدخلوا بشؤونه هذا هو الأساس في تأمين نجاحه وتفوقه وتميزه والتجربة في البلدان المتقدمة اكبر دليل على ذلك...
بقلم ( ابو حماس)