بالحب . للحب . في الحب
نفسُك ... رفيق لا يفارقك ... ناصح ... قد يغدر ... لائم ... ينهاك ... طفل ... يرضيك ... أحيانًا ... يقهرك ... نفسك نفسك الحبيب ... الفتنة .. الغيرة ... العتاب ... العذاب ....................... أنت ....... كيف تكون الراحة ؟! حبيبتي لم تعذبني منذ تعلمت أن أحب أنا نفسي أتعجب لماذا اخترت هذه البداية !!!!!
اللقاء الأول
لست أنا وحدي الباحث عن هذا الشيء الجميل الذي لا تجد له تعريفًا ولا تستطيع أن تحدد له مكانًا . وإن حدث لا تجد له مبررًا, وإن حاولت أن تبرهن ما سبق أفسدته ,وإن حاولت أن تزيده انكسر الإناء, وانسكب فلا تدرك منه شيئًا وتتحسر عليه ولا علاج للإناء ولا بديل للمسكوب فليس هناك ما قد يطلق عليه الحب البديل .
مهلاً . لا تقل أن القلب هو الإناء. فلا أحد استطاع أن يثبت يقينيًا أن القلب هو مقر الإقامة الدائم للحب , إنما أنت هذا الإناء , نعم أنت بكل ما فيك ,فإن ارتكن أحدٌ للدين ( أي دين ) ليبرهن أن الحب مقره القلب فلن يجد مسوغًا لهذا الرأي ,لأن التعبير بالقلب قد يُقصد به العقل. فلا ينبغي أن نتطرق الآن إلى هذه الإشكالية _ وقد يأتي حينها _ إنما نحن الآن بصدد جوهرية هذا المخلوق المسمى ( الحب ) هذا المخلوق الذي أُودعت فيه كل المتناقضات .
نعم . أليس هو الدافع للحروب ؟؟
أليس هو الدافع للسلام ؟؟
ألا يدفعك لأن تهجر أناسًا في ذات الوقت الذي يربطك برباط عنيف بالآخر؟ وتُقسم أنه أحن رباط وأنه مصدر اللذة والمتعة في حين تشعر باللوعة ويهجرك النوم ويصيب جسمك الضعف والنحول بسببه ؟ ألا يسافر بك إلى ما بعد حدود الكون في رحلة وردية أو بلون الفضاء المتسع لأحلام هي النجوم التي تشع في السموات البعيدة ؟ وهو أيضًا الذي يطيح بك إلى الأرضين فلا تعرف في أي أرض أنت وفي أي أرض كنت ؟
أليس هو ذلك المخلوق الحاني الذي يربت على كتفك ؟ وهو أيضًا المخلوق الذي ينهشك نهشًا بلا هوادة ؟ أليس هذا هو الحب ؟ أم أني أتحدث عن شيءٍ آخر؟
أنا على يقين أني أتحدث بالفعل عنه لأني أعيشه بكل كياني . إنه هو المُعلم الأول والدافع الأول والناهي والجاهل الأول الذي إذا استبد بي جهل وجهل عليَّ وتجاهل كل القوانين وتجاهل كل الحدود وسافر دون وسيلة غير عقلي . إنه يسافر بعقلي في أعماق نفسي وكثيرًا ما تعارضَت وجهات النظر بين عقلي ونفسي فلا تقبل أن تفتح الأماكن أو المهابط للطائر السحري الذي يحملني إلى اعماقها وأحيان أخري أجد الأمكنة ترسل لي بطاقات المرور والإقامة ويعارض العقل بمنطقه ومبرراته, وتلح النفس بمغرياتها وألاعيبها التي يمكن أن تكون قذرة أحيانًا . عانيت .. تعبت .. دُخت . وأحيانًا كنت أخاصمهما . هنا توقفتُ .
توقفتُ عن كل شيء لأني أدركت أني أواجه هؤلاء الجبابرة الذين أَودَعَ الله فيهم قدرات لم يضعها في الجبال ؟! ووجدت أن الطريقة المثلى لأن أستمر هي المصالحة ... مصالحة نفسي . وبدأت أصالحها . أصالحها من أجل الحب ومن أجلها ومن أجل عقلي , ومن له القدرة أن يفصل بينهم ؟ ومن له القدرة أن يقهر أحدهم ؟ ومن له القدرة أن يحيا بغير أحدهم ؟