المدير العام المدير العام
عدد الرسائل : 1715 العمر : 34 العمل/الترفيه : العلم والمعرفة السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 27/07/2008
بطاقة الشخصية الربابعة: 50
| موضوع: الفرق بين الفقه الظاهري والتفكير الظاهري الأربعاء سبتمبر 24, 2008 6:27 pm | |
| الفرق بين الفقه الظاهري والتفكير الظاهري الحمد لله ثم الحمد لله (قل إن صلاتي ونُسكي ومحيايَ ومماتي لله رب العالمين)1، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده (لا شريك له وبذلك أُمرتُ وأنا أول المسلمين)2، ونشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله جاء بالهدى ودين الحق للعالمين نذيراً.أما بعد: فقد جاء في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين وإنما العلم بالتعلم)3 وهذا الحديث الصحيح ورد تحت باب العلم قبل القول والعمل وعناوين البخاري رحمه الله فقه بحد ذاتها وقد استدل لرأيه بقوله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله)4 فبدأ بالعلم.لو سألناكم عن نصيب الأسرة المسلمة من هذا الفقه فما هي العلامات التي تعطونها؟ هل هناك حدٌ أدنى من العلم قبل القول والعمل يقدم كفالة تربوية كافية للاستقرار، أم أن القول والعمل الارتجالي الغير محسوب لا من الناحية الشرعية ولا الاجتماعية ولا النفسية هو السائد. غياب العلم يبدو جلياً في تصرفات سلبية قد لا يعي أصحابها نتائجها ، والعلم نفسه ليس تصوراً فردياً لموضوع ما بل هو إحاطة بالنص والمقصد ؛ المقدمة والنتيجة ؛ البعد الإيماني والتربوي.ما منا أحد إلا ويعلم أن الزنا حرام وقد قال فيه تعالى (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً)5، هل هذه هي نهاية العلم بهذا الموضوع الخطير؟ اللهم لا ؛ اسمعوا هذا الحديث وتمعنوا في أبعاده التربوية عن أبي أمامة أن فتى من قريش أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي في الزنا ، فأقبل عليه القوم وزجروه ، فقالوا مَهْ مَهْ ، فقال عليه الصلاة والسلام أدْنُه ، فدنا منه قريبا ً، فقال: أتحبه لأمك؟ قال:لا والله ؛ جعلني الله فِداك ؛ قال:ولا الناس يحبونه لأمهاتهم! قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك ؛ قال:ولا الناس يحبونه لبناتهم! قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك ؛ قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم! قال: أتحبه لعمتك؟ قال:لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك ؛ قال:ولا الناس يحبونه لعماتهم! قال:أتحبه لخالتك؟ قال:لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك ؛ قال:ولا الناس يحبونه لخالاتهم! قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصِّن فرجه ؛ قال (أي أبو أمامة): فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء)6، أتدرون تحت أي عنوان جاء هذا الحديث؟ ليس في باب التحذير من الزنا ولا باب الزجر عن المحرمات ؛ بل في باب أدب العالم! والتزام فقهه في التعامل التربوي والتوجيهي لازم ؛ فهو سنة نبوية (ومن رغب عن سنتي فليس مني)7 كما ورد في حديث نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم وعنونة الأئمة بحد ذاتها فقه ، ؛ فلا انفصال بين النص والمقصد ، والجسم والروح ، وأحد الإشكاليات الكبرى في فقهنا الانفصام التربوي بين من عشق النص وغفل عن المقصد ، ومن سبح في المقصد بهواه وتجاوز النص بضوابطه ، ولا نقصد بقولنا (أدب العلم) أمراً إضافياً ثانوياً يمكن الاستغناء عنه ؛ بل أمراً أساسياً لا مندوحة للعالم والفقيه والمربي أن يحمله وإلا فإن تداعيات كثيرة ستحصل على كل صعيد.الإمام ابن جماعة في رسالته (تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم) يقول أن الأوائل لم يكونوا يُعلمون الرجل العلم حتى يتعلم الأدب ولو وقف على باب الأدب عشرين عاماً.إن غير الفقيه لا يدرك الأبعاد التربوية الهائلة لتلك العبارة ، وقد ساق الإمام ابن القيم في كتابه الطرق الحُكمية قصة امرأة رفعت إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد زنت ؛ فسألها عن ذلك فقالت: نعم يا أمير المؤمنين وأعادت ذلك وأيدته ؛ فقال علي رضي الله عنه: إنها لتستهل به استهلال من لا يعلم أنه حرام ؛ فدرأ عمر عنها الحد ، وهذا من دقيق الفراسة ، بل هي الإحاطة الدقيقة بالنص والحكم الشرعي والمقصد والغاية.ولسنا نلوم عامة الناس بل نلوم من يوجههم بطريقة إما يحفظون فيها النصوص ولا يعلمون آدابها ومقاصدها ، أو يُغرقهم في المعاني العامة فلا يكادون يلتزمون بشيء. أحياناً يسأل بعض الأخوة أسئلة لا ليتعلموا بل ليطرحوا آرائهم ، ولا بأس بهذا إن لم يكن القصد منه الجدال والمراء بغير علم ؛ إلا أن بعضهم لا أقول أنه يحمل فقهاً ظاهراً بل هو يسأل بشكل ظاهري.إن الفقه الظاهري فقه واسع من أبرز أعلامه الإمام ابن حزم وله أصوله ومنطلقاته ، وبعض الأخوة لنقص العلم وفوات الأدب أي فهم المقصد ؛ يسألون ولا توجد لديهم أدنى معرفة حتى بالفقه الظاهري وقواعده.يكاد ويغدو الأمر أحياناً مثل أخ سمع عن الأعداد العقدية في الرياضيات فأتى يجادل فيها فيتبين أنه لا يدرك معنى كلمة حساب.وقد نبه الإمام الشاطبي الأصولي العظيم إلى أن مأخذ الأدلة عند الأئمة الراسخين إنما هو على أن تؤخذ الشريعة كالصورة الواحدة بحسب ما ثبت من كلياتها وجزئياتها المرتبة عليها، وعامها المرتب على خاصها، ومطلقها المحمول على مُقيَّدِها ومجملِها المفسر بَـيِّـنَها إلى ما سوى ذلك من مناحيها ؛ فإذا حصل للناظر من جملتها حكم من الأحكام فذلك الذي نظمت به حين استنبطت، وما مثلها (أي الشريعة) إلا مثل الإنسان الصحيح السوي، فكما أن الإنسان لا يكون إنساناً حتى يُستنطق فلا ينطق باليد وحدها ولا بالرجل وحدها ولا بالرأس وحده ولا باللسان وحده بل بجملته التي سمي بها إنساناً، كذلك الشريعة لا يطلب منها الحكم على حقيقة الاستنباط إلا بجملتها، لامن دليل منها ؛ أي دليل كان ، وإن ظهر لبادي الرأي نُطق ذلك الدليل فإنما هو توهمي لا حقيقي كاليد إذا استنطقت فإنما تنطِق توهماً لا حقيقة، من حيث عُلِمتْ أنها يد إنسان لا من حيث هي إنسان لأنه مُحال.فشأن الراسخين تصور الشريعة صورة واحدة يخدم بعضها بعضاً كأعضاء الإنسان إذا صورت صورة مثمرة.وشأن متبعي المتشابهات أخذ دليل ما أي دليل كان عفواً وأخذاً أولياً، وإن كان ثم ما يعارضه من كُلّي ِأو جزئي فكأن العضو الواحد لا يعطي في مفهوم أحكام الشريعة حكماً حقيقياً فمتبعه متبع متشابه ولا يتبعه إلا من في قلبه زيغ كما شهد الله به ( ومن أصدق من الله قيلاً)8 انتهى كلام الإمام الشاطبي وقد ساق قصة مناقشة عالم من أهل السنة والجماعة للظالم ابن أبي دؤاد بين يدي الواثق وكيف أفحمه العالم بمجموع الأدلة مما | |
|
المدير العام المدير العام
عدد الرسائل : 1715 العمر : 34 العمل/الترفيه : العلم والمعرفة السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 27/07/2008
بطاقة الشخصية الربابعة: 50
| |