ينص القانون الجديد للضريبة على فرض مبلغ نصف دينار لكل علبة سجائر كضريبة خاصة، وبحسب الخبر الذي نُشر في الدستور، فإن هذه الضريبة تعتبر بمثابة دعم جديد لصالح أصحاب الدخل المحدود.
في البداية أتساءل كما يتساءل الكثيرون، كيف تُعتبَر هذه الضريبة بمثابة دعم لأصحاب الدخل المحدود في حين أن معظم هذه الطبقة من الشعب هم من المدخنين..؟
وما هي آلية هذا الدعم..؟ وكيف يكون..؟
مرة أخرى، خبر مبهم كعادة التصريحات الرسمية، ليثور الشعب على هذا القرار ثوران يُرادُ به التوضيح، وبعد أن يتم التوضيح بحجج واهية، يَحِلُّ الصمتُ خضوعاً لهذا القرار، بل وبعد أن تُصبح علبة الـ Marlboro بـ دينارين، ستزداد نسبة التدخين والمدخنين، لأننا شعب يزداد شغفنا على شراء الشيء إذا ارتفع سعره، برغم ارتفاع الأسعار بشكل عام، لم أجد لهذا الأمر سبباً ولا تفسيراً إلا أننا شعب مغرمٌ بالمظاهر أولاً، وبالهَمِّ ثانياً.
بحسب احصائية رسمية لعام 2006، يُباع في المملكة ما يزيد على 350 مليون علبة سجائر سنويا، أي أنّ الضريبة الجديدة، وبحسب القرار ستُساهم في تحسين مستوى معيشة ذوي الدخل المحدود بما يُعادل 175 مليون دينار أردني سنويا، هل سنرى فعلاً تحسُّناً في مستوى معيشتهم خلال عام من الآن..؟ أرجو ذلك رغم أني أشك.
يا حكومتنا الموقّرة، ويا أصحاب القرار، ويا أيها الذي اقترح فرض هذه الضريبة، كم أصبح مجمل مبلغ الضريبة الذي يُفرض على السجائر مع الأخذ بعين الاعتبار الجمارك والضرائب الخاصة ورسوم المبيعات وغيرها من الإضافات التي تُضاف إلى سعر العلبة، وأين دعم الفقراء من كل هذا..؟! لماذا يزداد مستوى المعيشة سوءاً برغم العدد الكبير من القرارات التي “نقرأ” بأنها تدعم ذوي الدعم المحدود؟
إن التدخين ملاذ للكثيرين أن “يفشّوا غلَّهُم”، وإن ارتفع سعر “فشّ الغلّ” إلى مستوى لا يستطيع أصحاب ذوي الدخل المحدود الوصول إليه، فكيف “يفشّون غلّهم” بعد هذا؟
نحن شعبٌّ إن لم نجد ما “نفش غلّنا” فيه، سنفقع، هل الهدف من هذا القرار أن يفقع المواطن قهراً بسبب ارتفاع سعر كل شيء؟
لستُ آبه للنصف دينار التي ستضاف لكل علبة سجائر، إنما أشعر “بالمرض” عندما أقرأ خبراً لا تبرير له أو تفسير واضح، وكأن كل قرار يُصدَر هو آية قرآنية يجب أن نؤمن