منتدى الربابعة

الانتخابات الطلابية فـي الجامعة الأردنية

خطوة ايجابية ورائدة، تلك التي اتخذها رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور خالد الكركي بضرورة عودة اتحاد الطلبة المنتخب كليّاً إلى الساحة الطلابية، ليعيد الروح من جديد إلى الشارع الطلابي الذي عانى سنوات من تراجع وتهميش كبيرين انعكست ظلالها على الشارع الطلابي الأردني بأكمله.

هذه الخطوة الشجاعة تستحق التقدير والتثمين من كل مؤسسات المجتمع المدني، ومن كل الكتاب والأقلام الصحفية، لما يتوقع لها من آثار ايجابية فاعلة على بقية الجامعات الحكومية والخاصة، وذلك لموقع الجامعة الأردنية القيادي والريادي على الصعيدين الطلابي والإداري.

عندما تسطع شمس الحرية في شوارع الجامعة الأردنية وباحاتها، ينتقل إشعاعها إلى قاعات الدرس ومدرجات الفكر والحوار، وعندها تنمو الأفكار النبيلة وتزهو القيم الرفيعة، وتخبو قعقعات الهبوط المسلكي وشنشنات العصبية المقيتة، ويكبر الطلاب بكبر اهتماماتهم وأشواقهم وتطلعاتهم ورؤاهم وأحلامهم.

هذه الأجيال يا سيدي الرئيس تحتاج إلى يد حانية تنتشلهم من حضيض الكبت المظلم وقيعان التخلف والبدائية الغرائزية غير المهذبة، ليصبحوا ويغدوا على قمم المجد، يتنسمون عبير الحرية الممزوج بتوجيه أبوي رقيق ولكنه حازم وجدي ومتدرج يراعي الفجوة الهائلة بين الأجيال التي أوجدتها تعليمات وأنظمة غير مدروسة، وتفتقر إلى الحس المسؤول.

كلنا يعلم صعوبة هذه الخطوة وحجم العوائق الذي اكتنفها ووعورة الطريق أمام القرارات الشجاعة والجريئة.

وهذا من شأنه أن يحمل الطلاب بكل فئاتهم واتجاهاتهم وشرائحهم عبء تحمل المسؤولية، والقدرة على تنفيذ هذه التجربة في ظلال من الترقب والانتظار المصحوب بالاختبار الحقيقي والجدّي.

وإذا كانت هذه الخطوة تحتاج إلى رد الجميل، فالطلاب هم المعنيون برد الجميل، ومقابلة هذه الخطوة بخطوة مشابهة، ومقابلة الإحسان بالإحسان، ويتمثل ذلك بأن يرتفع حس الطلاب بالمسؤولية، وأن يمتلكوا القدرة على إنجاح هذه التجربة وديمومتها وازدهارها، وأن يقطفوا ثمارها بحسن التعامل، وإرساء روح التعاون والمشاركة في مع رئاسة الجامعة في بناء نموذج الحرية المسؤول والنظيف والمثمر، الذي يعود بالنفع على الوطن كله.

أول ركائز العمل الطلابي: المحافظة على روح الأخوة والوحدة بين الطلاب وسيادة أجواء التعاون والمشاركة بين جميع الفئات والاتجاهات الموجودة وإبداء الاحترام المتبادل، ومحاربة كل نوازع الفرقة، والقضاء على بذور الفتنة، ونبذ العصبية المقيتة.

وثاني ركائزها: بروز روح الانتماء لهذا الوطن ومؤسساته وترابه، والحرص الصادق على حمايته، وافتدائه بالمهج والأرواح.وخاصة هذه الجامعة، الحاضنة لكم جميعاً التي تزودكم بالعلم والمعرفة والخبرة والزاد والخلق والمسؤولية.

وثالث ركائزه: إتباع المنهجية الإصلاحية المتدرجة، المنبثقة من الفكر وروح الدعوة بالتي هي أحسن، والبعد عن العنف والتطرف بكل أشكاله وأصنافه، والتزام طريق الحوار القائم على قوة الحجة وسلامة المنطق.

ورابعها: الاهتمام بالناحية العلمية والتحصيل الدراسي، وإتقان التخصص، ورفع سوية الطلاب في الدرس والتلقي والبحث، فهي الغاية الأولى، التي ينبغي أن يتم التعاون من أجل تحقيقها من جميع الأطراف أولاً، بتوفير جميع العناصر المطلوبة العملية والتعليمية، وتشجيع الإبداع والابتكار في هذا المضمار، فالطلاب مشاريع علماء للأمة والمستقبل.

وخامسها: إكساب الطلاب المهارات القيادية والمسلكية، وتزويدهم بالخبرات العملية، وتحويل الجامعة إلى مسرح دائم للفكر والحوار والأدب والفنّ الراقي، والتعامل مع المجتمع وفق منظومة قيّمة رفيعة، ولا يتحقق ذلك إلاّ بالتعاون الحقيقي بين الشارع