نهج الأردن ومنذ التسعينات من القرن الماضي نهجاً جديداً في التوجه نحو ترسيخ الديمقراطية التي أصبحت مطلباً عالمياً وإحدى حقوق الإنسان المشروعة، وازداد التأكيد على هذا التوجه الديمقراطي ليشمل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. كما زاد الإحساس بالحاجة إليها في شتى مناحي الحياة
لقد استأنف النهج الديمقراطي في الأردن منذ الانتخابات النيابية عام 1989، إذ أصبح الأردن على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل الديمقراطية، الأمر الذي استلزم تبديل المفاهيم القديمة التي كانت سائدة قبل اتخاذ الأردن الديمقراطية نهجاً للحياة. ومن أجل إرساء نظام تربوي جديد لتربية وتعليم الجيل الجديد ضمن أسس الديمقراطية، أقرت وزارة التربية والتعليم قانوناً جديداً للتربية لسنة 1998، ليواكب المرحلة الجديدة التي خطاها الأردن (وزارة التربية والتعليم، 2000).
إن مرحلة التحول الديمقراطي على مستوى الدولة تتطلب من النظام التربوي أن يركز في عملياته المدرسية على تنمية السلوك الديمقراطي الذي يجب أن يكون على مستوى المدرسة وعلى مستوى الصف، من خلال جملة من الثوابت التي تعد مادة الديمقراطية وأصل وجودها ونموها. مثل عملية الانتخاب والتعددية الفكرية واللامركزية. ولذلك شرعت وزارة التربية والتعليم بتجربة مجالس الطلبة في المدارس الثانوية عام (1994) فقد أصدرت الوزارة كتاباً ذا الرقم 52/55/34232 الموافق 16/8/1994 الذي جاء فيه: إيماناً بفلسفة التربية والتعليم في إيجاد المواطن الصالح وتنمية شخصية الطالب من جوانبها المختلفة التي تسعى فلسفة التربية والتعليم إلى تحقيقها، وتعميقاً لمفهوم الديمقراطية تشكل مجالس للطلبة في المدارس وفق أسس إنشاء مجالس الطلبة في وزارة التربية والتعليم. وتضمن الكتاب أسس إنشاء مجالس الطلبة (وزارة التربية والتعليم،1994).