مخططة من المناشط التي من شأنها أن تربيه معرفياً ومفاهميّاً وكذلك تنمية اتجاهاته وقيمه وممارسته.إن تجسيد هذه الأهداف يتجاوز غرفة الصف إلى نشاطات موجهه من شأنها صقل شخصية التلميذ وتربيته ومن هذه المناشط المجالس الطلابية.
إن المدرسة ليست مكاناً يتجمع فيه الطلاب للتحصيل الدراسي فقط، بل هي مجتمع صغير يتفاعلون فيه، يتأثرون ويؤثرون؛ حيث يتم اتصال بعضهم ببعض، ويشعرون بانتماء فيما بينهم، ويعملون على تحقيق الأهداف لمدرستهم، مما يؤدي إلى إيجاد المناخ المناسب لنموهم الفردي والجماعي. كذلك فإن من أهداف المدرسة العمل على تقوية ارتباط الطلاب بمجتمعهم وبيئتهم، الأمر الذي يؤدي إلى عدم فصل المدرسة عن المجتمع ( شحاته،1994).
إن الهدف الأساسي من التربية هو تعديل سلوك الإنسان وفق الاتجاهات المطلوبة،وهذا التعديل يتوقف أساساً على مدى ما يكتسبه الطلبة من ميول واتجاهات وقيم، ولا يمكن أن يكتسبوا شيئاً من ذلك إلا عن طريق ممارسة النشاط وترتبط فلسفة النشاط التربوي بالفلسفة الحديثة في التربية، والتي تؤمن بأن الإنسان يعيش في مجتمع دائم التغير،وبأن نموه يتم نتيجة التفاعل بينه وبين البيئة التي يعيش فيها، وأن خبراته التي يكتسبها في مراحل نموه المختلفة تتكون بطريقة متكاملة في النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والروحية، عن طريق ما يقوم به من نشاط جسمي وعقلي. ويقصد بالنشاط التربوي تلك البرامج التي تضعها أو تنظمها الأجهزة التربوية لتكون متكاملة في البرنامج التعليمي والتي يقبل عليها الطلبة برغبة،ويزاولونها بشوق وميل تلقائي، بحيث تحقق أهدافاً تربوية معينة، سواء ارتبطت هذه الأهداف بتعليم المواد الدراسية، أو بإكتساب خبرة أو مهارة أو اتجاه علمي داخل الصف أو خارجه في أثناء اليوم الدراسي أو بعد انتهاء الدراسة، على أن يؤدي ذلك إلى نمو في خبرة الطالب وتنمية هواياته وقدراته في الاتجاهات التربوية المرغوبة( وزارة التربية والتعليم،1993).
إن ميول التلاميذ وحاجاتهم هي التي يجب أن تحدد أنواع النشاط الذي يمارسونه،بحيث يقوم هذا النشاط في محتواه وتنظيمه على أساس ميولهم ورغباتهم ولما كانت هذه الميول متغيرة بتغير الظروف، ومتعددة بتعدد التلاميذ، فيجب أن تصبح عملية التخطيط للنشاطات مستمرة ومشتركة بين التلاميذ ومعلميهم، يخططون لما يظهر من ميول، ويعلمون ويخططون في المستقبل لما يجدّ منها. ويجب أن ترتبط المواد الأساسية بألوان مختلفة من الأنشطة، حيث يوضح النشاط تلك المواد ويبين تطبيقاتها العملية، وبحيث يحوي من الخبرات التربوية ما يؤدي إلى تعلم التلاميذ تعلماً سليماً مرغوباً فيه، وإلى نمو متكامل وبناء شخصية تعتمد على نفسها اعتماداً كاملاً في المستقبل، وبحيث يؤدي بالتالي إلى جعل المدرسة مجتمعاً صغيراً فيه مجالات مختلفة للتفكير والتجريب والأداء الفردي