بسم الله الرحمن الرحيم
العجب العجاب
كان في قديم الزمان والعصر والأوان, رجل صرف رزقته التي كانت لديه, فبعد أيام واشهر نفد ما لديه من رزق. فقال في نفسه: أنا أريد ابحث عن رزقة لي ارتزق بها فخرج من بيته لغرض ما, فعندما وصل نصف الطريق اقبل عليه شيخ ذو لحية بيضاء طويلة ,فتحدثا مع بعضهم بعضا , فسرد له قصته مع رزقته التي صرفها, فعندما أكمل الحديث, قال له الشيخ : أريد أن أوصفك مكانا اسمه العجب العجاب وهناك يوجد بئر تلقي بنفسك فيه وان
شاء الله أن تعيش سعيدا في هذه المنطقة , لكن أريد أن أحذرك من ألان , أي شيء تراه لا تسأل عنه ولا تستفقده, قال الرجل: توكلت على الله أيها الشيخ , فبعد يوم بلقائه بالشيخ, يخرج من بيته متوكلا على الله ويريد تلك المنطقة , وعندما وصل إلى البئر تردد الرجل إلقاء نفسه فيه, ولكن من الجوع واليأس والفقر الذي عاشه نزل في البئر, وعندها وجد البساتين والحدائق والأسواق وكل شيء يخطر على باله, وعندما كان يتجول في سوق من الأسواق وصل بمحاذاة فتاة تبيع وتشتري بالصلاة على النبي , فقالت له: أن البيع والشراء بالصلاة على النبي فاشترى وباع وأشترى بالصلاة على النبي , فبقي في هذه المنطقة كان يوم أو يومين وهو سعيد يأكل ويشرب وينام بالصلاة على النبي, وفي يوم من الأيام نظر فوجد أشخاص متجمعين عند بقرة, كل واحد منهم يسحبها من الجهة التي يريدها أشخاص يسحبونها إلى اليمين, وأشخاص يسحبونها إلى اليسار, والبقرة واقفة في مكانها لا تتحرك, فعندما وصل إليهم قال لهم : لماذا لا تمسكوا البقرة من رسنها وتسحبونها مع بعضكم بعضا ؟ فصمت القوم قليلا : فبعدها قالو له : من أي بلد قدمت ؟ فمن العجب نفخوا عليه وألا هو ملقاً على سطح الأرض , فوجد الشيخ أمامه , فقال له : الم اقل لك أن لا تتكلم , ولا تتدخل بشيء مهما حدث , فقال له : هذا الذي أتاك, فطلب منه أن يرجعه الشيخ إلى تلك المنطقة مرة أخرى وبقي في هذه المنطقة مدة لا يتكلم ولا يتدخل بشيء وفي يوم من الأيام أتى على عجوز مسن يجلس في بساتين يوجد فيها من نعم الله الكثيرة , لكن هذا الرجل رأى أن العجوز لا يستطيع أن يقطف أي ثمرة , ويطلب من المارين إطعامه ثمار هذه البساتين , فتعجب الرجل فقال للعجوز : لماذا لا تقوم وحدك بقطف هذه الثمار وتأكلها , فقال له العجوز: من أي بلد قدمت ؟ ومن العجب نفخ عليه ، لأنه من المعروف أن هذه المنطقة تسمى العجب العجاب ، فألقي مرةً أخرى على سطح الأرض، فما وجد إلا والشيخ أمامه فتحدثا الشيخ قائلاً:الم اقل لك أن تبقي فمك مقفلاً ولا تتدخل بشيء مهما حدث ، فقال الرجل:هذه أخر مره أتدخل فيها،والشيخ يسمع كلامه
وينزله إلى تلك المنطقة مره أخرى فتصبح المرة الثالثة التي ينزل بها، والرجل يبقى في هذه المنطقة مدةً من الزمن ويرى العجب العجاب لكن لا يستطيع أن يتدخل خوفاً من خروجه من هذه المنطقة، وبعد مدةً، رأى أشخاص يأكلون اللحم الأسود الذي ينقط بدمٍ أسود، ويتركوا اللحمَ الطازَج فتعجب الرجل ، وقال لهم : لماذا لا تأكلون اللحم الطازج وتتركوا اللحم الرديء ؟ فقالوا له: من أي بلدٍ قدمت؟ وكالعادة ينفخوا عليه وألا هو ملقاً على سطح الأرض ، ويرى الشيخ أمامه ، فقال له الشيخ : من يتدخل فيما لا يعنيه يلقى مالا يرضيه ، وأنا لا أستطيع إنزالك مرةً أخرى ، فقال له الرجل: أخبرني عن تلك العجائب التي رأيتها، فقال له الشيخ أول مرةً عندما رأيت أشخاص يسحبون البقرة ولا يستطيعون تحريكها، فهكذا الدنيا كل إنسان يجري فيها ، وكل إنسان يريد أن يمشيها كما يريد ، لكن الإنسان غير رزقته لا يأخذ، والمرة الثانية رأيت عجوز يجلس في بساتين ، ولا يستطيع قطف أي ثمرة لأنه ؛ كان لا يطعم الناس منها وحتى الطيور والحيوانات يحرمها ، وأنت رأيت حالته تحت الأرض ، والمرة الثالثة رأيت أشخاص يأكلون اللحم الرديء ويتركون اللحم الطازج ، وهولاء الناس يتركون نسائهم ويذهبون يبحثون عن الحرام ، عند نساء غير أزواجهم.
احمد محمد محاشي