وعلى الرغم من تنوع الأزمات، فإن السنوات الأخيرة تلقي الضوء على مخاطر ارتبطت بالأزمات المدرسية، فقد نشر الباحث التربوي نيشن (Nation,1998) مقالا يدعو فيه إلى التدخل الأسري ، والتربوي، والسيكولوجي، في المدارس بسبب كثرة حالات الانتحار، والعنف والسلوكيات الانحرافية، مثل تعاطي المخدرات، والكحوليات ، إذ استعرض العديد من الحالات المأساوية في المدارس الابتدائية، والمتوسطة، والعالية . وأوضح ضرورة وجود نظام يقوم على العلاقات المتبادلة بين المعلمين والتلاميذ، ومن جانب آخر، يتم التدخل التربوي من فريق مواجهة الأزمات المدرسية .
والمدرسة كغيرها من المؤسسات التي تتعرض إلي عدد من الأزمات، وكلما أحسنت الإعداد لمواجهتها وخططت لها، كانت أقدر على الخروج منها، واستثمارها لصالحها.وقد أكد ذلك(أحمد ،2002) بأن هناك العديد من الأزمات التعليمية التي واجهت النظم التعليمية في المجتمعات المتقدمة، والنامية على السواء.وأن النظم التعليمية القادرة على وضع توقعات للأزمات، والإعداد لمواجهتها , تكون أكثر مقدرة من غيرها على تجاوز الأزمة بسرعة وفاعلية.
ولذلك فإن المدرسة بحاجة إلى تطوير برامج لجاهزية التعامل مع الأزمات، لأنّ الجاهزية العالية للمدارس تعني مزيدا من التحضير والاستعداد لها.وقد بين (كامل، 2003 ) أهمية الحاجة لتطوير إجراءات للتعامل مع مواقف الأزمة في المدارس، والأحداث التي تؤثر على الطلبة، أو أسرهم، وعلى العاملين في المدرسة، وعلى المجتمع بأسره، لذلك يجب أن تكون لدى المدرسة خطة لإدارة الأزمات، وإذا لم تمتلك المدرسة ذلك فغالبا ما تكون أقل مقدرة على إدارة الأزمة إذا ما حدثت .
يعد مدير المدرسة القائد المسؤول عن إدارة الأزمة في مدرسته ، وعليه إعداد خطة لإدارة الأزمات فيها، وأن تكون على أتمّ الجاهزية، ويسعى دائماً لتطوير هذه الجاهزية، وذكر فيني(Phinney , 2004 ( بعض الترتيبات بهذا الخصوص، منها :-
1- وضع خطط الاتصال الفعال مع الطلبة، والمعلمين، والعاملين، والمجتمع المحلي.
2- تعريف الطلبة بأهم المخاطر، والأزمات المحتملة كالانفجارات، والموت، والانتحار، واطلاق النار، والحريق، والاختطاف، والأزمات الطبيعية، حتى لا يفاجأ بها الطلبة .
3- تحديد الأشخاص المدربين، والمؤهلين لتقديم الإسعافات والإنقاذ، إذا دعت الحاجة.
4- تصميم شجرة الاتصال، لتشمل أسماء العاملين، ومدير المدرسة، وفرق الطوارئ والإطفاء وأرقام الهواتف، وغيرها ، ومراجعتها كل عام، للتأكد من تحديثها .
5- تشجيع الطلبة الخجولين من مواجهة الناس على المشاركة في تمارين مواجهة الأزمات .
6- تصميم ورقة حقائق المعلومات للمدرسة، وتشمل المعلومات الصادقة والدقيقة والتي تفيد الصحافة والإعلام في تقديم التقارير الإخبارية .
7- حفظ خطط المدرسة ومعلوماتها في سجلات، أو شبكات كمبيوتر، لحفظها من الحريق، أو التلف في حالة الأزمات .
يتبين ممّا سبق أهمية الإعداد والتحضير والتخطيط، وتعزيز المقدرة على التعامل مع الأزمات لدى المؤسسة التربوية، وهو ما يعرف بالجاهزية للمحافظة على سير العملية التدريسية، والمحافظة على النظام المدرسي من الفوضى والإرباك، فكلما كانت المؤسسة أكثر جاهزية كانت أكثر مقدرة على تجاوز الأزمة. يحظى التعليم العام في المملكة الأردنية الهاشمية باهتمام الدولة ورعايتها، ويدل على ذلك المدارس المنتشرة في شتى أنحاء الوطن ، ويتجلى هذا الاهتمام كذلك بمرحلة ما قبل