الزاوية الأدبية الفكرية

أردت عمل زاوية أدبيفكرية للبرلمان عن طريق إرسال المشاركات والمساهمات وارجو التكرم من الزوار الكرام بطرح هذه المشاركات

موضوع: ظاهرة الأربعاء ديسمبر 03, 2008 7:55 am

ظاهرة

بقلم: مصطفى بني عطا

_______________________________

الشوارع نظيفة وصيانة الرصيف جيدة، السير فيها منظم كل يعرف خطه إشارات المرور أغنت عن شرطَتِها ، كمرات المراقبة رصدت بعض المخالفات التي وبالتأكيد كانت عفوية..! ولكن كل السيارات التزمت مسربها لوجود بعض التنبيهات المرورية كعبارة ""مراقبة الرادار"" فعندها يبدأ السائق برستكة حاله ليصبح سائقاً مثالياً حتى يضع حزام الأمان ولكن على بعد مئة متر من مكان اصطفاف دورية الشرطة وللأسف لا يضعُ حزامه في قِرابِهِ بل يتكئ عليه حتى يظهر للعيان أنه إنسان ملتزم.

وبعد غض النظر عن بعض الشواذ فإن الشوارع بحالة جيدة جداً ولكن شيئاً واحداً أعطى للشارع وما حوى من نظام واصطفاف كأحجار الشطرنج زاوية سيئة يطول التفات الأعين إليها .

إن الصانع لتلك الزاوية المشوهة للمنظر الراقي هو نشاط يمارسه بعض الأشخاص الذين ضاقت بوجههم السبل إلى الوصول إلى الحياة إلاّ على أكتاف من يرى له سيارة زجاجها لامعٌ فما يلبث حتى يزيدَ من لمعانها بقماشته السحرية ثم يقتنع أن يأخذ مبلغاً زهيداً مقابل عمله هذا ويمضي ووجهه مستشرقا أملاً في أن يحصل على مبلغٍ زهيدٍ آخر من سائقٍ آخر نتيجة عملٍ آخر .

لابد من وجود أسباب كثيرة للتسول ولعل أبرزها الحصول على المال الوفير في أقصى سرعة، فتجد بعض المتسولين يتخذون التسول كوضيفة،حيث يستيقظ المتسول من نومه ويذهب إلى عمله....!! إلى آخر النهار وكل يوم على هذا الحال فتجده بتواجد في أماكن عده ، وطبعا توجد لديه أسباب عدا عن خرقته السحرية...! حيث يلبس أحدهم الملابس الممزقة والمرقعة، وأخر يجعل نفسه ضريرا، وآخر يخفي يده في ملابسه ليظهر أمام الناس مقطوع اليد وغيرها من الأساليب تستدرج عطف الناس ليعطوهم قوتهم المخزون.

فالتسول طريقة الإنسان الإتكالي الذي يعتمد على الغير ويصعد على أكتاف الناس ليصل إلى مايريده، فتشجيعنا بإعطائنا لهم هذا المبلغ القليل من المال يزيدهم في التمادي في هذا العمل، إنه ليس عمل بل ظاهرة سيئة تظر بنا كبلد مستقر آمن، حيث يأخذ عنا الزائر فكرة سيئة من هذه الظاهرة، فيجب أن نكافحها بكل الأساليب، وأن نعاون هذه الفئة من الناس في البحث على عمل شريف للحصول على الرزق الإبتعاد عن أساليب الخداع والمكر.

مهاجمة الأمل

بقلم:مصطفى محمود بني عطا

_________________________________________

دق.... دق.... دق.... فقط.... وصوت العصافير.... وزاد صوت سقوط أوراق شجر الخريف .... هذا وقد تمادى مصدر الصوت .... وزاد اختبائه وملاذه عن حماة الغطاء الأخضر الذي زعموا أنه ماء الجبال وكنز الأردن.... تعددت المصادر والنتيجة واحدة .... وبدأت الأرض بالاقشعرار .... وتكشفت من زيها الثمين .... وبدأت الغريبة بالظهور وبدأ الطين بالترمل وسافرت أعشاب الغابة وبسطت نفوذها رياح الصحراء ورمالها .

قد أكون لحت بالخيال كثيرا ولكن المستقبل متوقع وها هي الأسباب المهاجمة إياها تحظى ببداية قوية وما زال الموقف المتأزم مهيمنا على أجواء التي تدعى "وزارة الزراعة" والحلول المقترحة التي ترجمت إلى تنفيذ لم تمنع حتى بنسبة قليلة من الحدث على الرغم من اتصافها بالصرامة وعدم أخذ أي مبرر من الذي يقوم بإكساب الغابات قشعريرة وما زالت تلك الحلول تنوء بالفشل حتى صدمنا باختلاف كثافة الغطاء يوما تلو يوم ولم يعد فصل الخريف والشتاء موسما لقطف تلك المدفأة بل أصبح القطف صيفا أكثر من الشتاء وبات الشتاء فصلا للخلد وذلك لهيمنة الطوافين على الأماكن المشجرة

كل هذا هين مقابل أن تقطع الشجر بأكمله بحجة الحاجة إلى عصا لمعول قديم قد بلي من الصدى ومر على تقاعده سنوات طويلة بل وبعد إتمام عملية القطع بنجاح يكتشف اكتشافا - من قبل ذلك القاطع لتلك الشجرة – يغير حياة البشرية وهو أن الشجرة لم يوجد فيها قطعة خشب ملائمة لذلك المعول الهرء .

كان من الممكن العودة قبل زمن إلى الوراء لتدارك الأمر ولكن الظلام قد أحكم قبضته على الأمر وأصبحت العودة صعبة رسم طريقها وسبب ذلك تعرض هؤلاء الناس ومعرفتهم بجودة ودفئ الخشب هذا وبالإضافة على اكتسابهم منه لبعض النقود عن طريق بيع ما تيسر من فحمها المسلوب بأيدي الصغار الذين يورطون بقضايا ويزورون الأحداث بسببها .

نعم .... إن العودة صعبة أو تتعدى إلى خانة المستحيل من الأمور ولكن الورقة التي لم يفكر باستخدامها هي الترهيب والترغيب فيكون ذلك بنشر الوعي بحرمة هذا التصرف القبيح فقد وصى رسول الله جيشا بعدم قطع أشجار العدو فما بالنا نقطع أشجار المسلمين .

كما ويكون بمحاولة جذب المضطر إلى ذلك بسبب فقره ومنحه مبلغا موسميا للشتاء بدل المحروقات على الرغم من سماعنا بأن السعر العالمي للمحروقات في انخفاض حاد وقد نكون بذلك قد ضمنا صنفين من المتسببون بالظاهرة الذين يحرصون على نقاوة دينه بالإضافة إلى من كان يشكو من الفقر وحال ذلك بينه وبين البرد ....!

تاج على رؤوس الأحرار لا يراه إلا الأسرى

بقلم: مصطفى محمود بني عطا

_________________________________________

من حلاك ظلام الليل الدامس.... من صرير القضبان الصارمة عندما تهب عليها رياح الشتاء الباردة.... من زمهرير الحر تحت شمس صيف الصحراء فوق الرمال الكاثبة لا تجد منها ملاذاً.... من وحشة الأنس اللازمة ولو كان الأنس هم البغضاء.... من جحيم الدنيا القاسية الجافة حتى وإن لم يبق فيها جميل....

من كل صورة قبيحة رسمها الدهر الطويل من فحم حطام من ضاع بين تجاربه على جبين أناس وإن كان بينهم صغار لم يذوقوا طعم الحياة بعد.... من أوج العسرة التي لازمت شعوبا وقبائل حياتهم تحت ظل الظلم والجور .... يبين نورٌ يكاد لا يبين.... تبعه شهوم بعد أن فقدوا أحبالهم التي عقدوا بها نواصيهم .... ثم قطعت.... ولم تكد تحمل جناح ذبابة أو أصغر....

شع ذلك النور .... ومع أن أكثرهم لم يلقوا له بالاً لقلة سطوعه .... وما من مقارنة بينه وبين أحبالهم البالية....

تبعوه وأخذوا يسرعون.... وكان بسرعتهم زيادة قطره كلما اقتربوا منه.... زادت الشجاعة فلا اهتماما بأجسادهم .... بل يسحقون ويسعقون كل جلمود حال بينهم وبين تلك الأنوار .... كافحوا، جاهدوا وتعبوا وثابروا وصمموا ....ثم ... نالوا ووصلوا.... بعد جهد جهيد .... إلى تلك القمم العلاة .... يراهم أصحابهم الذين قطعوا الأمل عندما قطعت أحبالهم التي ربطوا بها نواصيهم .... على الرغم من وهنها .... رضوا أن تكون لهم منهج يحتذون به ويمشون على خطاه التي كانت من خفّتها ..... تمحى.... برذاذ الهواء .

ليس الوصول بأمانيّهم ولا آمالهم .... ولكن: بطموح وثبات وإصرار وكفاح ونضال وصمود ومثابرة وبعد جهود .... ثم (العلو).... ولو التفت أحد إلى ورائه .... لأتى في قلبه مقارنة - بالغة في البساطة – بين تعب الكفاح المكلل بالعز .. وراحة الذل المنتهية بالقتل أو الاغتصاب ....

ولهوَوا معهم بالهاوية .... ولوصل المتطلعون إلى تلك القمة .... وعند إرساء قواعدهم عليها .... تحدث هنالك المقارنة .. وليرى كل ذي جاه مكانه وكل ذي عز مقامه .... وكل صاحب كفاح.... (علوه)

نعم طعمها حلوٌ .... ومنالها مرٌ .... ولقال الدنيؤن :طعمها مر.... ولكن .... هيهات لهم.... فيجيبهم مثل من نفس حادثتهم :.... كل ذي عالٍ مرٍ لأنه لا يذاق .... نعم... إنها – ولا أبالع – سبيل الأحرار .... نعم – إنها

الحرية...............................................................!

خاطرة
الفرق بيني وبينك يا صديقي

الفرق ما بيني وبينك
أني بالحب أبوح
أصرخ بحبك
لا أنطق إلا اسمك
وأنت غارق بِصمتك

الفرق ما بيني وبينك
أني أعطي الحب بسخاء
أتدفق عشقا..
كشلال ماء...
وأنت غافي بِبخلك

الفرق ما بيني وبينك
أني ألنهار والوضوح
تسألني ...تجيبك الروح
بصدق..بعفوية
وأنت تجيب,بِفكرك

الفرق ما بيني وبينك
أني أظهِر لك اشتياقي
أبحث عنك بين الأحرف
أُقلب حبرك والأوراق
وأنت تكبل قَلمك

رسالة الانسان

لا تؤذي اخاك اكرمه ليبقى الانسان

صادق صدوق واجتنب داهية اخراوان

واستقم يرضى الاله واحتكم اي القران

عز نفسك لاتاهيى حتى لاتعصيى الرحمن

وارضى برزقك واكتسيى بالفضيلة والاحسان

احسن خلاقك لاتطع عبدا يعصيى المنان

لاتتناسى حق اخيك لاتتعامل بالحرمان

قد ياتيك يوم مثله هذا دستور الزمان

لاترسم خلق فيهم الاباحلى الالؤان

وازن كفك بالميزان وحكم بعدل وامان

لاتنسى تاتقوى فهو مقياس الاكوان

لاتتعى لاتتعدى اجمل زهرات البستتان

انس خلق في الاضين فهو قنديل العمران

الشارع الوطني

بقلم: مصطفى محمود

منظر مدهش نراه كل يوم: طلوع الشمس من مشرقها معلنة بداية دفتر جديد يخلو من الخرابيش، ليروح بك الإدهاش إلى أن ترى مناظر أدهش وأجمل!!

عصفور صغير يحضنه الأمل يتوكل على الله يذهب لجمع ما كتب له من رزق ، قطة صغيرة يغطيها صوف الطفولة الناعم تلعب على العشب الأخضر بكل مرح ، طفل صغير عيناه ملؤها البراءة، يخرج في الصباح الباكر حاملاً على ظهره حقيبة تكاد تغلب نصف جسده حجما.

ودّعته كلمات أمه لتصنع له بدله تقيه من وحش الطرقات كان هذا أول يوم له في المدرسة . وقد كانت كلماتها نبراساً ينير الظلام على طريقه، قال لها :أخاف أن أجوع فقالت وضعت لك شيئاً من الطعام في حقيبتك وكأنه اختلق حجة ليبعد بها عن هذه التجربة.

ذهب الولد يملؤه الخوف، تلّفُّتاتُ عيناه تقول بأنه ذاهب إلى الظلام عبر طريق الوهم وهو قاضب بيده على سلاح الخيال كانت كلمات أمه هي المصباح الوحيد الذي آن له أن ينيره بوجه الوهم ولكن ما هذه المعادلة الناقصة ...!

فما رأيك بالمقابلة التي حدثت بين ذلك الطفل الصغير الذي تملأ عيناه البراءة مع رماح الشبح الكبير الذي شرع أنيابه في وجهه فماذا عساه فاعل؟.

كل تلك المناظر الجميلة المدهشة تفرك تحت عجلة شاب همه أن يظهر نفسه أمام مجتمع الفتيات مرضيا بذلك غروره كمراهق دخل عالم الموضة بالتفحيط . نعمةّ رمت كل تلك البراءة بين أنياب ذلك الشبح، فتناثرت الأوراق وتبعثرت الأقلام !ولدي حبيبي ولدي حبيبي من يجيبها يا ترى.... نعم تترك الإجابة لفرامل ذلك الشاب صاحب طاحونة المناظر الجميلة!...

الإرهاب

بقلم : مصطفى بني عطا

_________________________________________

وحش كاسر بثلاثة رؤوس أطل بطلة وديعة من بين أشواك الظلام وارتدى رداء أبيض ودخل البيت من بابه لم يشعر به أحد.... غلف غدرا وطعم كراهية وكان الحقد له درعا ونزعت منه الرحمة وبعدما اختلط بالناس كشر عن أنيابه الحادة وأخرج مخالبه القاسية وخلع رداء السلام الذي زين به جسده المنتحر وأخذ ينهش كل من كان أمامه لم يميز بين صغير وكبير ولا شاب أو شيخ ولا عرق أو دين كيف وقد مسح عقله وعجن وخبز كما أراد أعوانه.

في اليوم التاسع عشر من تشرين الثاني نام الأردنيون على خبر مشؤوم هز مشاعر كل من في قلبه مشاعر الإنسانية هذا الخبر الذي لم نعتد عليه في بلد الأمن والأمان الذي رفض أن يكون لقمة سهلة بيد من أراد شل حركته والنيل منه.

كان هذا الحدث مفاجأة كبرى لكل الناس وخاصة الذين كانوا يحتفلون بما أمرهم الرسول الكريم لقد صدموا بهذا الحدث وتحول الفرح إلى ترح .

كيف يقتلون الأبرياء والأطفال والشباب والشيوخ الذين لا ذنب لهم وقد قال تعالى Sad

من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كل المسلم على المسلم حرام ؛ دمه وماله وعرضه) فأين هم من الإسلام وما أبر به الله ورسوله الكريم، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) فإن هذا العمل لا ينتمي إلى الإسلام ولا لأي دين على الأرض وهو عمل دنيء خسيس . لقد أباحوا لأنفسهم قتل الأبرياء بحجة أنهم مسلمين ويغارون على دينهم ، كيف أباحوا لأنفسهم أن يكونوا قنبلة متفجرة أو حزاما ناسفا في وجوه الأبرياء.

لو قمنا بمعادلة رياضية بسيطة لنعرف مرادهم من هذا التصرف فحب ما يزعمون يريدون محاربة العصاة فلو قمنا بقتل من كان عاصيا بدل دعوة إلى الله والتكلم معه بخشية الله لكان ثلثي المسلمين نافذا هذا الحكم عليهم وهذا يعني تهديد المسلمين بالانقراض بنتيجة أن سيكون هناك رقباءٌ بشريون ينتظرن قيام المسلمين بالمعصية لكي يقيمون عليهم حد القتل وبالتالي سيؤول عدد المسلمين إلى الصفر.

وعصمة لذلك الأمر فقد تنبأ بها الرسول الكريم قبل ألف وأربعمئة عام فقد جعل النافذ بالحكم هو ولي الأمر وقضى على أحكام الثأر التي هيمنت على ذلك الزمان البالي ومن هنا تأتي حرمة الأمر حتى ولو كان المقتول كافرا وإنني أرى أن الذي أولى أن نقوم به هو دعوتهم عبر وسائل الإعلام المتقدمة أو بطريقة مباشرة فإنهم هم الذين يحتاجون إلى الهداية من الله تعالى .