شرح قصيدة أبي نواس "ملك أغر"

شرح قصيدة أبي نواس "ملك أغر"

1. يقف على الأطلال، أي بقايا الديار، منتهجا نهج الشراء الجاهليين؛ فهو يتساءل متحسرا مستنكرا عما ألحقته الأيام بدار أحبته من خراب وتغير حال، ويزيد من حسرته واستنكاره أن الأيام لا تجني جزاء ما اقترفته أيديها فيصيبها من الضيم (الظلم) كذاك الذي تصيب به الناس والأشياء.

2. آذى الزمان من كان ينزلك وقسا عليهم؛ والزمان مؤذ وقاس.

3. أتذكر تلك الأيام التي كنت لا أزور فيها ساكنيك ليلا إلا متخفيا (علي ظلام) ومحاذرا عيون الآخرين.

4. لقد ضربت بدلوي في بئر الماء كما يفعل الغواة ورعيت إبل اللهو في مراعيهم، أي سرت في طريق الغواية والمتعة واللهو كما ساروا.

5. وصلت آخر ما يمكن أن يصله المرء في مرحلة الشباب من انقياد للشهوات وأهواء النفس، فوجدت نتائج ذلك كله أخطاء وذنوبا.

6. ينتقل أبو نواس، هنا، إلى الحديث عن رحلته راكبا ناقته إلى الممدوح، وهو الخليفة محمد الأمين بن هارون الرشيد (193- 198هـ)، فيذكر أن ناقته—ويصفها بأنها جريئة وبأنها هوجاء، أي سريعة العدو كأن بها هوجا، وهو الطيش—قد تحملت في رحلتها مخاطر كل صحراء قطعتها.

7. فهي، لسرعتها، تتقدم غيرها من النوق، التي تسير في صف واحد (كناية عن اتفاقها في بطء المسير).

8. يتخلص (ينتقل من موضوع إلى آخر) أبو نواس، هنا، إلى مدح الأمين، فيقطع نذرا بأن هذه النوق التي يركبها هو ورفاقه قاصدين الأمين سيكون ركوبها محرما عليهم بعد أن توصلهم إلى الخليفة، وذلك تقديرا لها على ما بذلته من جهد كبير وعلى ما أدته من وظيفة عظيمة.

9. هذا التقدير للنوق مرده إلى أنهن أوصلنه إلى خير البشر؛ فلذلك وجبت لهن الحرمة (عدم انتهاك الحق) والذمام (العهد والأمان).

10. أزيل الستار الذي يحجب الأمين عن الناس، فإذا وراءه رجل وضيء الوجه لا يستطيع من لم يره أن يتخيل شدة وضاءة وجهه.

11. ملك إذا اتصلت به لا يمكن أن يحل بك الفقر وسوء الحال.

12. ملك فريد، لا يضاهيه أحد، في صفاته النبيلة ومجده، ليس له نظير (فقيد الند) يتطوي على شجاعة وسخاء (فيه همام؛ و"الهمام" السيد السخي الشجاع؛ و"الهمام" الأسد).

13. ملك كريم الفعال (أغر)، إذا سنحت لك الفرصة أن تجلس معه وتشرب في حضرته، أصبحت مبجلا معظما.

14. فقصره (البهو، وهو البيت المميز من سائر البيوت) يشتمل (يحتوي ويتضمن) بدر الخلفاء؛ وهذا النور الذي ينبعث منه يديم شباب الإسلام، أي قوة الإسلام وحيويته.

15. سبط البنان، أي طويل أطراف الأصابع؛ وكما جاء في حاشية النص فإن ذلك يعني أنه سخي؛ فإذا لبس حمائل سيفه (النجاد)، أي تقلده، وسار بين جنوده، أو رجال حاشيته، وهم مصطفون، فإن رأسه يعلو رؤوسهم (السماط: الصف، يقال مشى بين سماطين من الجنود وغيرهم).

16. ينتقل أبو نواس، هنا، إلى الحديث عن صلة الخليفة الروحية بالله سبحانه، فيقول إن الله رضي بأن جعل الأمين مهديا فلبس لذلك رداء الملك وهو صغير في السن (تردى: لبس الرداء).

17. ولأنه مهدي فإن له رأيا سديدا ماضيا كمضاء السيف، بل أشد مضاء من السيف، عندما يواجه الأمر العسير، أي الظرف الصعب (يفل السيف: يثلمه ويكسره في حده).

18. ولأنه مهدي فإن الله يداوي به عمى القلوب، أي يخلص به الناس من ضلالهم.

19. أصبحت للناس أملا قويا كالحبل المنعقد باستحكام، بحيث لا ينفلت. (زبيدة بنت جعفر بن المنصور العباسي زوجة هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور، ابن عمها.)

20. يدعو الله بأن يسلمه ويديمه لأمر الخلافة، وألا يدع الأيام تأتي على يومه، أي أن يبقى حيا.

المرفقات

عربي.doc: قصيدة ابو نواس ملك اغر; لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.; (29 Ko) عدد مرات التنزيل 3

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووور
cheers

» أبو نواس شاعر الخمر
» قصيدة لنزار قباني
» قصيدة غير منتهية في تعريف العشق